نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 11 صفحه : 148
ثم قال لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة أي لم ينظروا النظر المفضي إلى الرؤية لأن أبصارهم ذات عشوة و هو مرض في العين ينقص به الأبصار و في عين فلان عشاء و عشوة بمعنى و منه قيل لكل أمر ملتبس يركبه الراكب على غير بيان أمر عشوة و منه أوطأتني عشوة و يجوز بالضم و الفتح .
قال و ضربوا بهم في غمرة جهالة أي و ضربوا من ذكر هؤلاء الموتى في بحر جهل و الضرب هاهنا استعارة أو يكون من الضرب بمعنى السير كقوله تعالى وَ إِذََا ضَرَبْتُمْ فِي اَلْأَرْضِ [1] أي خاضوا و سبحوا من ذكرهم في غمرة جهالة و كل هذا يرجع إلى معنى واحد و هو تسفيه رأي المفتخرين بالموتى و القاطعين الوقت بالتكاثر بهم إعراضا عما يجب إنفاقه من العمر في الطاعة و العبادة (1) - .
ثم قال لو سألوا عنهم ديارهم التي خلت منهم و يمكن أن يريد بالديار و الربوع القبور لقالت ذهبوا في الأرض ضلالا أي هالكين و منه قوله تعالى وَ قََالُوا أَ إِذََا ضَلَلْنََا فِي اَلْأَرْضِ أَ إِنََّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ [2] .
و ذهبتم في أعقابهم أي بعدهم جهالا لغفلتكم و غروركم (2) - .
قوله ع تطئون في هامهم أخذ هذا المعنى أبو العلاء المعري فقال
خفف الوطء ما أظن أديم # الأرض إلا من هذه الأجساد [3]