نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 11 صفحه : 149
و دفين على بقايا دفين # من عهود الآباء و الأجداد [1]
صاح هذي قبورنا تملأ الأرض # فأين القبور من عهد عاد [2]
سر إن اسطعت في الهواء رويدا # لا اختيالا على رفات العباد.
قوله و تستنبتون في أجسادهم أي تزرعون النبات في أجسادهم و ذلك لأن أديم الأرض الظاهر إذا كان من أبدان الموتى فالزرع لا محالة يكون نابتا في الأجزاء الترابية التي هي أبدان الحيوانات و روي و تستثبتون بالثاء أي و تنصبون الأشياء الثابتة كالعمد و الأساطين للأوطان في أجساد الموتى .
ثم قال و ترتعون فيما لفظوا لفظت الشيء بالفتح رميته من فمي ألفظه بالكسر و يجوز أن يريد بذلك أنكم تأكلون ما خلفوه و تركوه و يجوز أن يريد أنكم تأكلون الفواكه التي تنبت في أجزاء ترابية خالطها الصديد الجاري من أفواههم ـ ثم قال و تسكنون فيما خربوا أي تسكنون في المساكن التي لم يعمروها بالذكر و العبادة فكأنهم أخربوها في المعنى ثم سكنتم أنتم فيها بعدهم و يجوز أن يريد أن كل دار عامرة قد كانت من قبل خربة و إنما أخربها قوم بادوا و ماتوا فإذن لا ساكن منا في عمارة إلا و يصدق عليه أنه ساكن فيما قد كان خرابا من قبل و الذين أخربوه الآن موتى و يجوز أن يريد بقوله و تسكنون فيما خربوا و تسكنون في دور فارقوها و أخلوها فأطلق على الخلو و الفراغ لفظ الخراب مجازا .
قوله و إنما الأيام بينكم و بينهم بواك و نوائح عليكم يريد أن الأيام و الليالي تشيع رائحا إلى المقابر و تبكي و تنوح على الباقين الذين سيلتحقون به عن قريب .