responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 11  صفحه : 140

فجرعهم كأسا لو ابتليت لظى # بتجريعه طارت كأسرع ذاهب.

كأس و أي كأس تصطلمهم عنهم و تفنيهم و تخطفهم منهم و لا تبقيهم كأس‌ لاََ تُبْقِي وَ لاََ تَذَرُ تمحو بالكلية و لا تبقى شظية من آثار البشرية كما قال قائلهم‌

ساروا فلم يبق لا عين و لا أثر [1] .

و قال القشيري أيضا هي ثلاث مراتب اللوائح ثم اللوامع ثم الطوالع فاللوائح كالبروق ما ظهرت حتى استترت كما قال القائل‌

فافترقنا حولا فلما التقينا # كان تسليمه علي وداعا.

و أنشدوا

يا ذا الذي زار و ما زارا # كأنه مقتبس نارا

مر بباب الدار مستعجلا # ما ضره لو دخل الدارا.

ثم اللوامع و هي أظهر من اللوائح و ليس زوالها بتلك السرعة فقد تبقى وقتين و ثلاثة و لكن كما قيل‌

العين باكية لم تشبع النظرا

أو كما قالوا

و بلائي من مشهد و مغيب # و حبيب مني بعيد قريب

لم ترد ماء وجهه العين حتى # شرقت قبل ريها برقيب.

فأصحاب هذا المقام بين روح و فوح لأنهم بين كشف و ستر يلمع ثم يقطع لا يستقر لهم نور النهار حتى تكر عليه عساكر الليل فهم كما قيل‌

و الليل يشملنا بفاضل برده # و الصبح يلحفنا رداء مذهبا.

ثم الطوالع و هي أبقى وقتا و أقوى سلطانا و أدوم مكثا و أذهب للظلمة و أنفي للمهمة [2] .


[1] الرسالة القشيرية 43.

[2] الرسالة القشيرية 43، 44.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 11  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست