نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 11 صفحه : 116
علي و عبد الله بن علي و صالح بن علي و سليمان بن علي و عيسى بن علي و إسماعيل بن علي و عبد الصمد بن علي خدموا ابن أخيهم و هو عبد الله السفاح بن محمد بن علي و بايعوه و تابعوه و كانوا أمراء جيوشه و أنصاره و أعوانه أ لست ترى حمزة و العباس اتبعا ابن أخيهما صلوات الله عليه و أطاعاه و رضيا برياسته و صدقا دعوته أ لست تعلم أن أبا طالب كان رئيس بني هاشم و شيخهم و المطاع فيهم و كان 14محمد رسول الله ص يتيمه و مكفوله و جاريا مجرى أحد أولاده عنده ثم خضع له و اعترف بصدقه و دان لأمره حتى مدحه بالشعر كما يمدح الأدنى الأعلى فقال فيه
يطيف به الهلاك من آل هاشم # فهم عنده في نعمة و فواضل
و إن سرا اختص به 14محمد ص حتى أقام أبا طالب و حاله معه حاله مقام المادح له لسر عظيم و خاصية شريفة و إن في هذا لمعتبر عبرة أن يكون هذا الإنسان الفقير الذي لا أنصار له و لا أعوان معه و لا يستطيع الدفاع عن نفسه فضلا عن أن يقهر غيره تعمل دعوته و أقواله في الأنفس ما تعمله الخمر في الأبدان المعتدلة المزاج حتى تطيعه أعمامه و يعظمه مربيه و كافله و من هو إلى آخر عمره القيم بنفقته و غذاء بدنه و كسوة جسده حتى يمدحه بالشعر كما يمدح الشعراء الملوك و الرؤساء و هذا في باب المعجزات عند المنصف أعظم من انشقاق القمر و انقلاب العصا و من إنباء القوم بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم .
ثم قال رحمه الله كيف قلت أظن أن جعفرا كان يبايعه و يتابعه و لا أظن في حمزة ذلك إن كنت قلت ذلك لأنه أخوه فإنه أعلى منه سنا هو أكبر من 1علي بعشر