نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 10 صفحه : 97
المحسوسات فإن ذلك مانع للنفس عن أن يصيبها سهام الهوى كما تمنع الدرع الدارع عن أن يصيبه سهام الرماية .
ثم عاد إلى صفة هذا الشخص فقال و أخذ بجميع أدبها من الإقبال عليها أي شدة الحرص و الهمة .
ثم قال و المعرفة بها أي و المعرفة بشرفها و نفاستها .
ثم قال و التفرغ لها لأن الذهن متى وجهته نحو معلومين تخبط و فسد و إنما يدرك الحكمة بتخلية السر من كل ما مر سواها (1) - .
قال فهي عند نفسه ضالته التي يطلبها هذا مثل 14- قوله ع الحكمة ضالة المؤمن.17- و من كلام الحكماء لا يمنعك من الانتفاع بالحكمة حقارة من وجدتها عنده كما لا يمنعك خبث تراب المعدن من التقاط الذهب . و وجدت بخط أبي محمد عبد الله بن أحمد الخشاب رحمه الله في تعاليق مسودة أبياتا للعطوي و هي
قد رأينا الغزال و الغصن و النجمين # شمس الضحى و بدر التمام
فو حق البيان يعضده البرهان # في مأقط شديد الخصام [1]
ما رأينا سوى المليحة شيئا # جمع الحسن كله في نظام
هي تجري مجرى الأصالة في الرأي # و مجرى الأرواح في الأجسام.
و قد كتب ابن الخشاب بخطه تحت المليحة ما أصدقه إن أراد بالمليحة الحكمة قوله ع و حاجته التي يسأل عنها هو مثل قوله ضالته التي يطلبها (2) - .
ثم قال هو مغترب إذا اغترب الإسلام يقول هذا الشخص يخفي نفسه و يحملها