نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 10 صفحه : 236
قبلي و الزبير فغير متقدم عليك بفضل و أيكما قدم صاحبه فالمقدم الإمام و الأمر من بعده للمقدم له سلك الله بك قصد المهتدين و وهب لك رشد الموفقين و السلام .
و كتب إلى الزبير أما بعد فإنك الزبير بن العوام بن أبي خديجة و ابن عمة 14رسول الله ص و حواريه و سلفه و صهر أبي بكر و فارس المسلمين و أنت الباذل في الله مهجته بمكة عند صيحة الشيطان بعثك المنبعث فخرجت كالثعبان المنسلخ بالسيف المنصلت تخبط خبط الجمل الرديع [1] كل ذلك قوة إيمان و صدق يقين و سبقت لك من 14رسول الله ص البشارة بالجنة و جعلك عمر أحد المستخلفين على الأمة و اعلم يا أبا عبد الله أن الرعية أصبحت كالغنم المتفرقة لغيبة الراعي فسارع رحمك الله إلى حقن الدماء و لم الشعث و جمع الكلمة و صلاح ذات البين قبل تفاقم الأمر و انتشار الأمة فقد أصبح الناس عَلىََ شَفََا جُرُفٍ هََارٍ عما قليل ينهار إن لم يرأب فشمر لتأليف الأمة و ابتغ إلى ربك سبيلا فقد أحكمت الأمر على من قبلي لك و لصاحبك على أن الأمر للمقدم ثم لصاحبه من بعده و جعلك الله من أئمة الهدى و بغاة الخير و التقوى و السلام .
و كتب إلى مروان بن الحكم أما بعد فقد وصل إلي كتابك بشرح خبر أمير المؤمنين و ما ركبوه به و نالوه منه جهلا بالله و جراءة عليه و استخفافا بحقه و لأماني لوح الشيطان بها في شرك الباطل ليدهدههم [2] في أهويات الفتن و وهدات الضلال و لعمري لقد صدق عليهم ظنه و لقد اقتنصهم بأنشوطة فخه فعلى رسلك أبا عبد الله يمشى الهوينى و يكون أولا فإذا قرأت كتابي هذا فكن كالفهد لا يصطاد إلا غيلة و لا يتشازر [3] إلا عن حيلة