responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 10  صفحه : 233

انحصت‌ [1] منه شعرة واحدة لأضربنك بمائة ألف سيف و قد ذكرنا شيئا مما جرى بينهما فيما تقدم .

و أما قول ابن عباس له ع وله شهرا و اعزله دهرا و ما أشار به المغيرة بن شعبة فإنهما ما توهماه و ما غلب على ظنونهما و خطر بقلوبهما و 1علي ع كان أعلم بحاله مع معاوية و أنها لا تقبل العلاج و التدبير و كيف يخطر ببال عارف بحال معاوية و نكره و دهائه و ما كان في نفسه من 1علي ع من قتل عثمان و من قبل قتل عثمان أنه يقبل إقرار 1علي ع له على الشام و ينخدع بذلك و يبايع و يعطي صفقة [2] يمينه إن معاوية لأدهى من أن يكاد بذلك و إن 1عليا ع لأعرف بمعاوية ممن ظن أنه لو استماله بإقراره لبايع له و لم يكن عند 1علي ع دواء لهذا المرض إلا السيف لأن الحال إليه كانت تئول لا محالة فجعل الآخر أولا .

و أنا أذكر في هذا الموضع خبرا رواه الزبير بن بكار في الموفقيات ليعلم من يقف عليه أن معاوية لم يكن لينجذب إلى طاعة 1علي ع أبدا و لا يعطيه البيعة و أن مضادته له و مباينته إياه كمضادة السواد للبياض لا يجتمعان أبدا و كمباينة السلب للإيجاب فإنها مباينة لا يمكن زوالها أصلا 1- قال الزبير حدثني محمد بن زكريا بن بسطام قال حدثني محمد بن يعقوب بن أبي الليث قال حدثني أحمد بن محمد بن الفضل بن يحيى المكي عن أبيه عن جده الفضل بن يحيى عن الحسن بن عبد الصمد عن قيس بن عرفجة قال لما حصر عثمان أبرد مروان بن الحكم بخبره بريدين أحدهما إلى الشام و الآخر إلى اليمن و بها يومئذ يعلى بن منية و مع كل واحد منهما كتاب فيه أن بني أمية في الناس كالشامة


[1] انحص الشعر: انجرد و تناثر.

[2] الصفقة هنا: المبايعة.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 10  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست