و الظاعن المسافر و القاطن المقيم و البائن البعيد يقول ساكن الدنيا ليس بساكن على الحقيقة بل هو ظاعن في المعنى و إن كان في الصورة ساكنا و المقيم بها مفارق و إن ظن أنه مقيم .
و تميد بأهلها تتحرك و تميل و الميدان حركة و اضطراب .
و تصفقها العواصف تضربها بشدة ضربا بعد ضرب و العواصف الرياح القوية اللجج جمع لجة و هي معظم البحر (2) - .
الوبق الهالك وبق الرجل بالفتح يبق وبوقا هلك و الموبق منه كالموعد مفعل من وعد يعد و منه قوله تعالى وَ جَعَلْنََا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً [1] و فيه لغة أخرى وبق الرجل يوبق وبقا و فيه لغة ثالثة وبق الرجل بالكسر يبق بالكسر أيضا و أوبقه الله أي أهلكه .
و تحفزه الرياح تدفعه ضرب ع لأهل الدنيا مثلا براكبي السفينة في البحر و قد مادت بهم فمنهم الهالك على الفور و منهم من لا يتعجل هلاكه و تحمله الرياح ساعة أو ساعات ثم مآله إلى الهلاك أيضا (3) - .
ثم أمر ع بالعمل وقت الإمكان قبل ألا يمكن العمل فكنى عن ذلك بقوله و الألسن منطلقة لأن المحتضر يعتقل لسانه و الأبدان صحيحة لأن المحتضر سقيم البدن و الأعضاء لدنة أي لينة أي قبل الشيخوخة و الهرم و يبس