نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 10 صفحه : 150
هذه الألفاظ التي أولها قوة في دين بعضها يتعلق حرف الجر فيه بالظاهر فيكون موضعه نصبا بالمفعولية و بعضها يتعلق بمحذوف فيكون موضعه نصبا أيضا على الصفة و نحن نفصلها .
فقوله قوة في دين حرف الجر هاهنا متعلق بالظاهر و هو قوة تقول فلان قوي في كذا و على كذا كما تقول مررت بكذا و بلغت إلى كذا .
و حزما في لين هاهنا لا يتعلق حرف الجر بالظاهر لأنه لا معنى له أ لا ترى أنك لا تقول فلان حازم في اللين لأن اللين ليس أمرا يحزم الإنسان فيه و ليس كما تقول فلان حازم في رأيه أو في تدبيره فوجب أن يكون حرف الجر متعلقا بمحذوف تقديره و حزما كائنا في لين .
و كذلك قوله و إيمانا في يقين حرف الجر متعلق بمحذوف أي كائنا في يقين أي مع يقين .
فإن قلت الإيمان هو اليقين فكيف قال و إيمانا في يقين قلت الإيمان هو الاعتقاد مضافا إلى العمل و اليقين هو سكون القلب فقط فأحدهما غير الآخر .
قوله و حرصا في علم حرف الجر هاهنا يتعلق بالظاهر و في بمعنى على كقوله تعالى لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ اَلنَّخْلِ (1) - [1] .
قوله و قصدا في غنى حرف الجر متعلق بمحذوف أي هو مقتصد مع كونه غنيا و ليس يجوز أن يكون متعلقا بالظاهر لأنه لا معنى لقولك اقتصد في الغنى إنما يقال اقتصد في النفقة و ذلك الاقتصاد موصوف بأنه مقارن للغنى و مجامع له .