نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 1 صفحه : 238
و قوله ع و مع هذين الأمرين الفشل معنى حسن لأن الغالب من الجبناء كثرة الضوضاء و الجلبة يوم الحرب كما أن الغالب من الشجعان الصمت و السكون .
و سمع أبو طاهر الجنابي [1] ضوضاء عسكر المقتدر بالله و دبادبهم [2] و بوقاتهم و هو في ألف و خمسمائة و عسكر المقتدر في عشرين ألفا مقدمهم يوسف بن أبي الساج فقال لبعض أصحابه ما هذا الزجل [3] قال فشل قال أجل .
و يقال إنه ما رئي جيش كجيش أبي طاهر ما كان يسمع لهم صوت حتى أن الخيل لم تكن لها حمحمة فرشق عسكر ابن أبي الساج [4] القرامطة بالسهام المسمومة فجرح منهم أكثر من خمسمائة إنسان .
و كان أبو طاهر في عمارية له فنزل و ركب فرسات و حمل بنفسه و معه أصحابه حملة على عسكر ابن أبي الساج فكسروه و فلوه و خلصوا إلى يوسف فأسروه و تقطع عسكره بعد أن أتى بالقتل على كثير منهم و كان ذلك في سنة خمس عشرة و ثلاثمائة .
و من أمثالهم الصدق ينبئ عنك لا الوعيد
[1] هو أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابى؛ كان أبوه الحسن كبير القرامطة؛ و قتل سنة 301، قتله خادم له صقلبى، فتولى ابنه أبو طاهر أمر القرامطة بعده، بعد أن عجز أخوه سعيد عن الأمر. تاريخ ابن الأثير 6: 147.
[2] في اللسان: «الدباب: صوت كأنّه دب، دب؛ و هي حكاية الصوت» .
[4] هو يوسف بن أبي الساج؛ أحد ولاة الرى في عهد المقتدر؛ و كان استقل عن الخليفة، ثمّ عاد إلى طاعته. و انظر طرفا من أخباره في تاريخ ابن الأثير في 6: 175، و ما بعدها.
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 1 صفحه : 238