نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 1 صفحه : 216
و قول أبي تمام
و كم أحرزت منكم على قبح قدها # صروف النوى من مرهف حسن القد [1] .
و كقوله
بلوناك أما كعب عرضك في العلا # فعال و لكن خد مالك أسفل [2] .
فإنه لا مناسبة بين الرجل و المال و لا بين الصوت و المال و لا معنى لتصييره للنوى قدا و لا للعرض كعبا و لا للمال خدا .
و قريب منه أيضا قوله
لا تسقني ماء الملام فإنني # صب قد استعذبت ماء بكائي [3] .
و يقال إن مخلدا الموصلي [4] بعث إليه بقارورة يسأله أن يبعث له فيها قليلا من ماء الملام فقال لصاحبه قل له يبعث إلي بريشة من جناح الذل لأستخرج بها من القارورة ما أبعثه إليه .
و هذا ظلم من أبي تمام لمخلد و ما الأمران سوء لأن الطائر إذا أعيا و تعب ذل و خفض جناحيه و كذلك الإنسان إذا استسلم ألقى بيديه ذلا و يده جناحه فذاك هو الذي حسن قوله تعالى وَ اِخْفِضْ لَهُمََا جَنََاحَ اَلذُّلِ [5] أ لا ترى أنه لو قال و اخفض لهما ساق الذل أو بطن الذل لم يكن مستحسنا .
و من الاستعارة المستحسنة في الكلام المنثور ما اختاره قدامة بن جعفر في كتاب الخراج نحو قول أبي الحسين جعفر بن محمد بن ثوابة في جوابه لأبي الجيش خمارويه