responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 1  صفحه : 215

ذكر أن أنسه بالموت كأنس الطفل بثدي أمه‌ و أنه انطوى على علم هو ممتنع لموجبه من المنازعة و أن ذلك العلم لا يباح به‌ [1] و لو باح به لاضطرب سامعوه كاضطراب الأرشية و هي الحبال في البئر البعيدة القعر و هذا إشارة إلى الوصية التي خص بها ع إنه قد كان من جملتها الأمر بترك النزاع في مبدأ الاختلاف عليه ـ

استطراد بذكر طائفة من الاستعارات‌

و اعلم أن أحسن الاستعارات ما تضمن مناسبة بين المستعار و المستعار منه كهذه الاستعارات فإن قوله ع‌ شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة من هذا النوع و ذلك لأن الفتن قد تتضاعف و تترادف فحسن تشبيهها بأمواج البحر المضطربة و لما كانت السفن الحقيقية تنجي من أمواج البحر حسن أن يستعار لفظ السفن لما ينجي من الفتن و كذلك قوله‌ و ضعوا تيجان المفاخرة لأن التاج لما كان مما يعظم به قدر الإنسان استعارة لما يتعظم به الإنسان من الافتخار و ذكر القديم و كذلك استعارة النهوض بالجناح لمن اعتزل الناس كأنه لما نفض يديه عنهم صار كالطائر الذي ينهض من الأرض بجناحيه .

و في الاستعارات ما هو خارج عن هذا النوع و هو مستقبح و ذلك كقول أبي نواس

بح صوت المال مما # منك يبكي و ينوح‌ [2] .

و كذلك قوله‌

ما لرجل المال أضحت # تشتكي منك الكلالا [3] .


[1] ساقطة من ب.

[2] ديوانه 70، و فيه: «يصيح» .

[3] ديوانه 119.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست