نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 1 صفحه : 152
و يكدح يسعى و يكد مع مشقة قال تعالى إِنَّكَ كََادِحٌ إِلىََ رَبِّكَ كَدْحاً (1) - [1] و هاتا بمعنى هذه ها للتنبيه و تا للإشارة و معنى تا ذي و هذا أحجى من كذا أي أليق بالحجا و هو العقل (2) - .
و في هذا الفصل من بابالبديعفي علمالبيانعشرة ألفاظ .
أولها قوله لقد تقمصها أي جعلها كالقميص مشتملة عليه و الضمير للخلافة و لم يذكرها للعلم بها كقوله سبحانه حَتََّى تَوََارَتْ بِالْحِجََابِ [2] و كقوله كُلُّ مَنْ عَلَيْهََا فََانٍ [3] و كقول حاتم
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى # إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر [4] .
و هذه اللفظة مأخوذة من كتاب الله تعالى في قوله سبحانه وَ لِبََاسُ اَلتَّقْوىََ [5] و قول النابغة [6]
تسربل سربالا من النصر و ارتدى # عليه بعضب في الكريهة قاصل (3) -.
الثانية قوله ينحدر عني السيل يعني رفعة منزلته ع كأنه في ذروة جبل أو يفاع مشرف ينحدر السيل عنه إلى الوهاد و الغيطان قال الهذلي
و عيطاء يكثر فيها الزليل # و ينحدر السيل عنها انحدارا [7] .
الثالثة قوله ع و لا يرقى إلي الطير هذه أعظم في الرفعة و العلو من التي قبلها لأن السيل ينحدر عن الرابية و الهضبة و أما تعذر رقي الطير فربما يكون للقلال الشاهقة جدا بل ما هو أعلى من قلال الجبال كأنه يقول إني لعلو منزلتي كمن في السماء التي يستحيل أن يرقى الطير إليها قال أبو الطيب
فوق السماء و فوق ما طلبوا # فإذا أرادوا غاية نزلوا [8] .