نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 1 صفحه : 134
في المنثور و أما في المنظوم فأن تتساوى الحروف التي قبل الروي مع كونها ليست بواجبة التساوي مثال ذلك قول بعض شعراء الحماسة [1]
بيضاء باكرها النعيم فصاغها # بلباقة فأدقها و أجلها [2]
حجبت تحيتها فقلت لصاحبي # ما كان أكثرها لنا و أقلها
و إذا وجدت لها وساوس سلوة # شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها [3] .
أ لا تراه كيف قد لزم اللام الأولى من اللامين اللذين صارا حرفا مشددا فالثاني منهما هو الروي و اللام الأول الذي قبله التزام ما لا يلزم فلو قال في القصيدة وصلها و قبلها و فعلها لجاز .
و احترزنا نحن بقولنا مع كونها ليست بواجبة التساوي عن قول الراجز و هو من شعر الحماسة أيضا
و فيشة ليست كهذي الفيش # قد ملئت من نزق و طيش [4]
إذا بدت قلت أمير الجيش # من ذاقها يعرف طعم العيش.
فإن لزوم الياء قبل حرف الروي ليس من هذا الباب لأنه لزوم واجب أ لا ترى أنه لو قال في هذا الرجز البطش و الفرش و العرش لم يجز لأن الردف [5] لا يجوز أن يكون حرفا خارجا عن حروف العلة و قد جاء من اللزوم في الكتاب العزيز مواضع