responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 0  صفحه : 9

لما ظهر لهم أنّه ليس من ألفاظه و لا من شعره، و كذلك غيرهما من الشعراء؛ و لم يعتمدوا في ذلك إلاّ على الذوق خاصّة.

و أنت إذا تأمّلت نهج البلاغة وجدته كله ماء واحدا، و نفسا واحدا، و أسلوبا واحدا؛ كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفا لباقى الأبعاض في الماهية؛ و كالقرآن العزيز، أوله كوسطه، و أوسطه كآخره؛ و كلّ سورة منه، و كل آية مماثلة في المأخذ و المذهب و الفنّ و الطريق و النظم لباقى الآيات و السور.

و لو كان بعض نهج البلاغة منحولا، و بعضه صحيحا، لم يكن ذلك كذلك؛ فقد ظهر لك بالبرهان الواضح ضلال من زعم أن هذا الكتاب أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنين عليه السلام.

و اعلم أنّ قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قبل له به؛ لأنا متى فتحنا هذا الباب، و سلّطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو، لم نثق بصحة كلام منقول عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أبدا، و ساغ لطاعن أن يطعن و يقول: هذا الخبر منحول؛ و هذا الكلام مصنوع؛ و كذا ما نقل عن أبي بكر و عمر من الكلام و الخطب و المواعظ و الآداب و غير ذلك، و كلّ أمر جعله هذا الطاعن مستندا له فيما يرويه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم و آله و الأئمة الراشدين و الصحابة و التابعين و الشعراء و المترسلين و الخطباء؛ فلناصرى أمير المؤمنين عليه السلام أن يستندوا إلى مثله فيما يروونه عنه من نهج البلاغة و غيره؛ و هذا واضح» [1] .

***


[1] شرح نهج البلاغة 10: 128، 129.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 0  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست