responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 0  صفحه : 8

و قد تناول ابن أبي الحديد هذه القضية بالبحث، فقال:

كثير من أرباب الهوى يقولون: إن كثيرا من نهج البلاغة كلام محدث صنعه قوم من فصحاء الشيعة، و ربما عزوا بعضه إلى الرضىّ أبى الحسن أو غيره؛ و هؤلاء أعمت العصبيّة أعينهم فضلّوا عن النهج الواضح، و ركبوا بنيّات‌ [1] الطريق، ضلالا و قلة معرفة بأساليب الكلام.

و أنا أوضح لك بكلام مختصر ما في هذا الخاطر من الغلط فأقول: لا يخلو إمّا أن يكون كلّ نهج البلاغة مصنوعا منحولا، أو بعضه.

و الأول باطل بالضرورة؛ لأنا نعلم بالتواتر صحة إسناد بعضه إلى أمير المؤمنين عليه السلام، و قد نقل المحدّثون-كلّهم أو جلّهم-و المؤرخون كثيرا منه، و ليسوا من الشيعة لينسبوا إلى غرض في ذلك.

و الثاني: يدلّ على ما قلناه؛ لأنّ من قد أنس بالكلام و الخطابة، و شدا طرفا من علم البيان، و صار له ذوق في هذا الباب؛ لا بدّ أن يفرّق بين الكلام الركيك و الفصيح، و بين الفصيح و الأفصح، و بين الأصيل و المولّد. و إذا وقف على كراس واحد يتضمّن كلاما لجماعة من الخطباء أو لاثنين منهم فقط، فلا بدّ أن يفرق بين الكلامين، و يميز بين الطريقتين؛ ألا ترى أنّا مع معرفتنا بالشعر و نقده؛ لو تصفّحنا ديوان أبى تمام فوجدناه قد كتب في أثنائه قصائد أو قصيدة واحدة لغيره لعرفنا بالذوق مباينتها لشعر أبى تمام نفسه و طريقته و مذهبه في القريض؛ ألا ترى أنّ العلماء بهذا الشأن حذفوا من شعره قصائد كثيرة منحولة إليه، لمباينتها لمذهبه في الشعر!و كذلك حذفوا من شعر أبى نواس كثيرا


[1] بنيات الطريق: هى الطرق الصغار تتشعب من الجادة؛ و هي الترهات.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 0  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست