نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 0 صفحه : 14
شيوخها، و درس المذاهب الكلاميّة فيها، ثمّ مال إلى مذهب الاعتزال منها؛ و كان الغالب على أهل المدائن التشيّع و التطرّف و المغالاة؛ فسار في دربهم، و تقيّل مذهبهم، و نظم القصائد المعروفة بالعلويّات السبع على طريقتهم، و فيها غالى و تشيّع؛ و ذهب به الإسراف في كثير من أبياتها كلّ مذهب؛ يقول في إحداها [1] :
علم الغيوب إليه غير مدافع # و الصّبح أبيض مسفر لا يدفع
و إليه في يوم المعاد حسابنا # و هو الملاذ لنا غدا و المفزع
هذا اعتقادى قد كشفت غطاءه # سيضرّ معتقدا له أو ينفع
يا من له في أرض قلبى منزل # نعم المراد الرّحب و المستربع
و تكاد نفسى أن تذوب صبابة # خلقا و طبعا لا كمن يتطبّع
و رأيت دين الاعتزال و إنّنى # أهوى لأجلك كلّ من يتشيّع
و لقد علمت بأنّه لا بدّ من # مهديّكم و ليومه أتوقّع
تحميه من جند الإله كتائب # كاليمّ أقبل زاخرا يتدفّع
فيها لآل أبى الحديد صوارم # مشهورة و رماح خطّ شرّع
و رجال موت مقدمون كأنّهم # أسد العرين الرّبد لا تتكعكع
تلك المنى إمّا أغب عنها فلى # نفس تنازعنى و شوق ينزع
تاللّه لا أنسى الحسين و شلوه # تحت السّنابك بالعراء موزّع
متلفّعا حمر الثّياب و في غد # بالخضر من فردوسه يتلفّع
نطأ السّنابك صدره و جبينه # و الأرض ترجف خيفة و تضعضع
و الشّمس ناشرة الذّوائب ثاكل # و الدّهر مشقوق الرّداء مقنّع