كان قرينا لخاتم النبيّين في العصمة و العلم كيف يدرك كنهه.
و بالاستشهاد بقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها[1] و بقوله تعالى: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[2] أرشد إلى أنّ ولاية أمر الأمّة لا بدّ أن تردّ إلى أهلها، و أهلها هم الذين استأمنهم اللّه عليها، و أمر بإطاعتهم و الردّ إليهم في الآيتين، فإنّ لكلّ أمانة أهلا و أهل هذه الأمانة ليس إلّا من كان مصونا عن خيانتها حتّى تجب إطاعته، و عالما بكلّ مسألة، و إلا لما صحّ ردّها إليه اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ[3].