عنه (عليه السلام): (أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتّى عرفوك و وحّدوك، و أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبّائك حتّى لم يحبّوا سواك، و لم يلجئوا إلى غيرك)
[2]. فهو الراغب الذي لا يرغب إلّا إلى القرب من اللّه، و الراهب الذي لا يرهب إلّا البعد من اللّه، و هو الحرّ الذي أعتق نفسه عن كلّ تعلّق، و بذل مهجته باسم اللّه و باللّه و في سبيل اللّه، شكرا للّه قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ[3].
و أمّا ثمرة شهادته (عليه السلام) فهو إبقاء ما خلق لأجله الإنسان، و هو عبادة الرحمن، و البيّنات التي أرسل رسله بها، و ما أنزل اللّه معهم من الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط.
و كفاه شرفا أنّ بعثة جدّه علّة محدثة لما يتعلّق باللّه من توحيده و تسبيحه و تكبيره و عبادته و لما يتعلّق بالناس من القيام بالحقّ و القسط، و شهادته صارت علّة مبقية له.
و أمّا عمله فكفى فيه ما ورد في زيارته المأثورة
(مصيبة ما أعظمها و أعظم رزيّتها في الإسلام و في جميع السماوات و الأرض)