responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الينابيع الفقهية نویسنده : مرواريد، علي أصغر    جلد : 23  صفحه : 292
وإذا واجه الانسان غيره بكلام يحتمل السب له ويحتمل غيره من المعاني والأغراض كان عليه الأدب بذلك إلا أن يعفو عنه الانسان المخاطب كما قدمناه.
ومن عير إنسانا بشئ من بلاء الله وأظهر عنه ما هو مستور من البلايا والأمراض وجب عليه بذلك التأديب وإن كان محقا فيما قال لأذاه وإيلامه المسلمين بما يشق عليهم ويؤلمهم من الكلام، فإن كان المعير بذلك ضالا كافرا مخالفا لأهل الإيمان لم يستحق المعير له بذلك أدبا ولا عقوبة على كل حال، وكل شئ يؤذي المسلمين من الكلام دون القذف بالزنى واللواط ففيه التعزير على ما يراه سلطان الاسلام والمنصوب من قبل السلطان.
وقد روي أن رجلا قال لآخر: إني احتلمت البارحة في منامي بأمك، فاستعدى عليه إلى أمير المؤمنين ع وطلب إقامة الحد عليه فقال له أمير المؤمنين: إن شئت ضربت لك ظله ولكني أحسن أدبه لئلا يعود بعدها إلى أذى المسلمين، ثم أوجعه ضربا على سبيل التعزير، ولم يرد أمير المؤمنين ع بقوله: إن شئت ضربت لك ظله، أن ضرب الظل واجب أو شئ ينتفع به وإنما أراد أن الحلم لا يجب به حد وحلم النائم في البطلان كضرب الظل الذي لا يصل ألمه إلى الانسان فنبهه ع على تجاهله بالتماس الحدود على الحكم في المنام وضرب له في فهم ما أراد تفهيمه إياه هذا المثال.
وإذا قذف ذمي ذميا بالزنى واللواط وترافعا إلى سلطان الاسلام أدب القاذف ولم يجلده كحد قاذف أهل الاسلام، فإن تساب أهل الذمة بما سوى القذف بالزنى واللواط مما يوجب فعله الحدود أدبوا على ذلك كما يؤدب أهل الاسلام، فإن تسابوا بالكفر والضلال أو تنابزوا بالألقاب أو عير بعضهم بعضا بالبلايا لم يؤدب أحد منهم على ذلك إلا أن يثمر فسادا في البلاد فيدبر أمرهم حينئذ بما يمنع من الفساد، وإذا قامت البينة على انسان بأنه اغتاب مسلما أو نبزه بلقب مكروه أدب على ذلك بما دون الحد، وإذا تساب الصبيان أدبوا على ذلك بما يردعهم من بعد عن السباب.


نام کتاب : الينابيع الفقهية نویسنده : مرواريد، علي أصغر    جلد : 23  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست