نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 48
الغسليّ، و قال: يأبى الناس إلّا الغسل، و لا نجد في كتاب اللّٰه إلّا المسح [1].
بهذا انحصر الوضوء الثلاثيّ الغسليّ في عثمان بن عفّان، و عبد اللّٰه بن عمرو بن العاص.
هذا بالنسبة إلى الروايات الصحيحة، و ثمّة روايات ضعيفة سندا و نسبة، يلزم مناقشتها. منها: ما روي عن عليّ و ابن عبّاس، فإنّها على الرغم من سقوط أسانيدها عن الاعتبار، تتعارض مع ما تواتر عنهما بصحاح المرويّات الدالّة على تبنيهما الوضوء الثنائيّ المسحيّ، و المؤكّدة على اعتراضهما على من ينسب الوضوء الثلاثيّ الغسليّ إلى النبيّ (ص)، كما فعله ابن عبّاس مع الربيع بنت معوّذ، و قد مرّ قبل قليل.
علما بأنّ أصحاب الاتجاه الوضوئيّ الجديد ينسبون كلّ آرائهم في الوضوء إلى عليّ بن أبي طالب، و طلحة، و الزبير، و غيرهم من الصحابة المعارضين!! و سنتعرّض لبعض النماذج من ذلك في الصفحات القادمة، إن شاء اللّٰه تعالى [2].
هذا و قد عدّ الترمذي أسماء الصحابة الذين رووا عن رسول اللّٰه وضوءا بيانيّا، في باب [ما جاء في وضوء النبيّ كيف كان] فقال- بعد نقله حديثا عن عليّ-:
و في الباب عن عثمان، و عبد اللّٰه بن زيد، و ابن عبّاس، و عبد اللّٰه بن عمرو، و الربيع، و عبد اللّٰه بن أنيس، و عائشة (رضوان اللّٰه عليهم)[3].
و قد عرفت أخي المطالع حال ستّة من المذكورين آنفا، فلم يبق من العدد الذي ذكره الترمذي إذن سوى: