نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 146
الثانية: موقف عليّ العمليّ من الوضوء البدعيّ
نبدأ بإثارة السؤال الآتي:
هل أنّ المخالفة العمليّة أشدّ وقعا، أم القوليّة؟؟
من الطبيعيّ القول بالأولى، لكونها أبلغ في إيصال المطلوب، و خصوصا فيما نحن بصدده، إذ أنّ الوضوء فعل، و أنّ الفعل يتّضح مطلوبه- بدقّة- بالممارسة و التطبيق.
و الآن. فثمّة شواهد كثيرة في بطون كتب الحديث و التفسير و التاريخ تدلّ على أنّ عليّا قد واجه إحداث عثمان عمليّا، فقد نقل عنه أنّه توضّأ أيام خلافته في الرحبة، فوصف وضوء رسول اللّٰه (ص)، و قال: «هذا وضوء من لم يحدث» [1]. و في العبارة إشارة إلى من أحدث! فمن هو المحدث يا ترى؟
و في أيّ عهد من عهود الخلفاء كان؟
و هل يمكن عدّ أبي بكر أو عمر من الذين قد أحدثوا أو أحدث في زمانهم؟
لقد اتّضح لنا- على ضوء البحوث السابقة- أنّ الخلاف قد وقع في عهد عثمان، لقول أبي مالك الدمشقيّ: حدّثت أنّ عثمان بن عفّان اختلف في خلافته في الوضوء [2].
و لما أخرجه مسلم، عن حمران: إنّ عثمان توضّأ، ثمّ قال: إنّ ناسا يتحدّثون عن رسول اللّٰه بأحاديث لا أدري ما هي! ألا إنّي رأيت رسول اللّٰه توضّأ مثل وضوئي هذا.
و قلنا بأنّ الخليفة هو الذي عارض «الناس» في وضوئهم، و أنّهم كانوا