نِصْفُ الظَّفَرِ، كَمَا أَنَّ الْهَمَّ نِصْفُ الْهَرَمِ[1].
18- وَ رُوِيَ عَنْ جَابِرِ[2] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: إِنَّكُمْ فِي مَهَلٍ[3]، مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ، وَ مَعَكُمْ أَمَلٌ، يُعْتَرَضُ دُونَ الْعَمَلِ[4] فَاغْتَنِمُوا الْمَهَلُ، وَ بَادِرُوا الْأَجَلَ، وَ كَذِّبُوا الْأَمَلَ، وَ تَزَوَّدُوا مِنَ الْعَمَلِ.
هَلْ مِنْ خَلَاصٍ أَوْ مَنَاصٍ؟ أَوْ فَوَاتٍ[5] أَوْ مَجَازٍ؟ أَوْ مَعَاذٍ، أَوْ مَلَاذٍ أَوْ مَلْجَإٍ أَوْ مَنْجًى أَوْ لَا؟ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ*؟[6].
19- وَ رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي، وَ قَدْ رَفَعَ يَدَيْهِ بِالدُّعَاءِ حَتَّى بَانَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، وَ رَفَعَ صَوْتَهُ، وَ شَخَصَ بِبَصَرِهِ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: اغْضُضْ طَرْفَكَ فَلَنْ تَرَاهُ، وَ احْطُطْ يَدَكَ فَلَنْ تَنَالَهُ، وَ اخْفِضْ صَوْتَكَ فَهُوَ أَسْمَعُ السَّامِعِينَ.
20- وَ قَالَ الرَّضِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْخَوَّاصُ الْكُوفِيُّ وَ كَانَ هَذَا رَجُلًا مِنَ الصَّالِحِينَ، وَ يَجْمَعُ إِلَى ذَلِكَ التَّقْدِيمِ[7] الْعِلْمَ بِمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَ غَوَامِضِ مَا فِيهِ، وَ سَرَائِرِ مَعَانِيهِ عَمَّا جَاءَ فِي الْخَبَرِ [أَنَّهُ][8] «مَنْ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ فِي شَبَابِهِ، لَقَّاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ عِنْدَ شَيْبِهِ» [قَالَ:][9] كَذَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَ «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً» ثُمَّ قَالَ تَعَالَى «وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»[10] وَعْداً حَقّاً، أَ لَا تَرَى [أَنَ][11] أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ اجْتَهَدَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ صَغِيراً، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ[12] صَارَ نَاطِقاً حَكِيماً؟
فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ:
[1] أورد قطعة منه في نهج البلاغة: 495 ح 143، عنه البحار: 82/ 180 ضمن ح 25.
و الكراجكى في كنزه: 287، عنه البحار: 78/ 93 ضمن ح 105.
[2]« أ» و« ط» برير، و هو تصحيف. اذ لم يعد رجل من أصحاب على عليه السّلام بهذا الاسم.
[3]« أ» محلّ.
[4]« أ» الامل.
[5] فى التّحف: فرار.
[6] أورده في تحف العقول: 202، عنه البحار: 78/ 39 ح 15.
[7]« ب» و الخصائص: التّقدّم في.
[8] من« ب» و الخصائص.
[9] من« خ ل» و الخصائص.
[10] القصص: 14.
[11] من« ب» و الخصائص.
[12]« ب» الى أن.