نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 356
نقله غير غافل فلا يظن أنه غلط فيصلحه و قد يتجاسر بعضهم
فيغير ما الصواب إبقاؤه و استُعِير لتلك الصورة اسم الضبة لشبهها بضَبَّة الإناء
التي يصلح بها خلله بجامع أن كلا منهما جعل على ما فيه خلل أو بضبة الباب لكون المحل
مقفلا بها لا يتجه قراءته كما أن الضبة يقفل بها[1].
[20-] إذا وقع في
الكتاب زيادة أو كتب فيه شيء على غير وجهه [...]
تخير فيه بين ثلاثة أمور
الأول الكشط و هو سَلْخُ الورق بِسِكِّينٍ و نحوها و يعبر عنه بالبشر بالباء
الموحدة و بالحك و سيأتي[3] أن غيره
أولى منه و هو أولى في إزالة نقطة أو شكلة أو نحو ذلك. الثاني المحو و هو الإزالة
بغير سلخ إن أمكن بأن تكون الكتابة في ورق صقيل جدا في حال طراوة المكتوب و أمن
نفوذ الحبر و هو أولى من الكشط لأنه أقرب زمنا و أسلم من فساد المحل غالبا و من
الحيل الجيدة عليه لعقه رطبا بخفة و لطافة و من هنا قال بعض السلف من المروءة أن
يرى في ثوب الرجل و شفتيه مداد[4]. و الثالث
الضرب عليه و هو أجود من الكشط و المحو لا سيما في كتب الحديث لأن كلا منهما يضعف
الكتاب و يحرك تهمة[5] و ربما
أفسد الورق. و عن بعض المشايخ أنه كان يقول كان الشيوخ يكرهون حضور السكين مجلس
السماع حتى لا يبشر شيء[6] و لأنه
ربما يصح في رواية أخرى و قد يسمع الكتاب مرة أخرى على شيخ آخر يكون ما بشر صحيحا
في روايته فيحتاج إلى
[1]- لاحظ« فتح الباقي» ج 2/ 143- 144، و انظر
للمزيد« مقدّمة ابن الصلاح»/ 316؛ و« تدريب الراوي» ج 2/ 83.