و هو في محل شك عند
مطالعته أو تطرق احتمال صحة [صح] صغيرة و يكتب فوق ما وقع في التصنيف أو في النسخ
و هو خطأ كذا صغيرة و يكتب في الحاشية صوابه كذا إن كان يتحققه أو لعله كذا إن غلب
على ظنه أنه كذلك أو يكتب على ما أشكل عليه و لم يظهر له وجهه ص و هي صورة رأس صاد
مهملة مختصرة من صح قال بعضهم[3] و يجوز أن
تكون معجمة مختصرة من ضبة و تكتب فوق الكتابة غير متصلة بها لئلا يظن ضربا أو غيره
فإذا تحققه هو أو غيره بعد ذلك و كان المنقول صوابا زاد تلك الصاد حاء فيصير صح
قيل[4] و أشاروا
إلى أن الضبة نصف صح و أن الصحة لم تكمل فيما هي فوقه مع صحة روايته و مقابلته
مثلا و إلى تنبيه الناظر فيه على أنه منقب في
[1]- في« تدريب الراوي» ج 2/ 72:« و اللام يكتب في
بطنها لام، أي هذه الكلمة بحروفها الثلاثة لا صورة ل، هكذا: للام».
[3]- هو زكريا بن محمّد الأنصاري الأزهري الشافعي،
قاله في« فتح الباقي» ج 2/ 143.
[4]- القائل زكريا بن محمّد الأنصاري في كتابه«
فتح الباقي» ج 2/ 144. و قوله:« إنّ الضبة نصف صحّ» ليس المراد به أنّ الضبّة نصف
كلمة« صحّ» كما هو ظاهره؛ بل المراد أنّ هذه العلامة-:« ص»- التي تسمّى بالتضبيب و
الضبة تشعر بأنّ الكلام الذي هي فوقها صحّ وروده كذلك، غير أنّه فاسد لفظا أو
معنى، أو ضعيف أو ناقص. قال ياقوت الحموي في« معجم الأدباء» ج 2/ 5- 6، في ترجمة
إبراهيم بن محمّد بن زكريّا:
« حكي عنه أنّه قال: كان شيوخنا
من أهل الأدب يتعالمون أنّ الحرف إذا كتب عليه صحّ- بصاد و حاء- كان ذلك علامة
لصحّة الحرف؛ لئلا يتوهّم متوهّم عليه خللا أو نقصا، فوضع حرف كامل على حرف صحيح،
و إذا كان عليه صاد ممدودة دون حاء، كان علامة أنّ الحرف سقيم، إذ وضع عليه حرف
غير تامّ، ليدلّ نقص الحرف على اختلال الحرف، و يسمّى ذلك الحرف أيضا ضبّة، أي أنّ
الحرف مقفل بها، لم يتّجه لقراءة كما أنّ الضّبّة مقفل بها. قال المؤلّف: و هذا
كلام على طلاوة من غير فائدة تامّة، و إنّما قصدوا بكتبهم على الحرف« صحّ» أنّه
كان شاكّا في صحّة اللفظة، فلمّا صحّت له بالبحث خشي أن يعاوده الشك، فكتب عليها«
صحّ» ليزول شكّه فيما بعد، و يعلم هو أنّه لم يكتب عليها صحّ إلّا و قد انقضى
اجتهاده في تصحيحها. و أمّا الضّبّة التي صورتها« ص» فإنّما هو نصف صحّ، كتبه على
شيء فيه شكّ ليبحث عنه فيما يستأنفه، فإذا صحّت له أتمّها بحاء، فتصير صحّ، و لو
علّم عليها بغير هذه العلامة لتكلّف الكشط و إعادة صحّ مكانها».
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 355