و هو نتيجة الحقد و
الحقد نتيجة الغضب كما مر. و المناظر لا ينفك منه غالبا فإنه تارة يغلب و تارة
يغلب و تارة يحمد في كلامه و تارة يحمد كلام غيره و متى لم يكن الغلب و الحمد له
تمناه لنفسه دون صاحبه و هو عين الحسد فإن العلم من أكبر النعم فإذا تمنى أحد كون
ذلك الغلب و لوازمه له فقد حسد صاحبه. و هذا أمر واقع بالمتناظرين إلا من عصمه
الله تعالى و لذلك
و أما ما جاء في ذم
الحسد و الوعيد عليه فهو خارج عن حد الحصر و كفاك في ذمه أن جميع ما وقع من الذنوب
و الفساد في الأرض من أول الدهر إلى آخره كان من الحسد لما حسد إبليس آدم فصار
أمره إلى أن طرده الله و لعنه و أعد له عذاب جهنم خالدا فيها و تسلط بعد ذلك على
بني آدم و جرى فيهم مجرى الدم
[1]-« إحياء علوم الدين» ج 3/ 158؛« الجامع
الصغير» ج 2/ 85، حرف القاف، و شرحه:« فيض القدير» ج 4/ 501، الحديث 6080.
[2]-« الكافي» ج 2/ 107، كتاب الإيمان و الكفر،
باب العفو، الحديث 1.