نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 322
و الإيذاء بالقول و الفعل حيث يمكن و كل هذه الأمور بعض نتائج
الحقد. و أقل درجات الحقد مع الاحتراز عن هذه الآفات المحرمة أن تستثقله في الباطن
و لا تنهى قلبك عن بغضه حتى تمتنع عما كنت تتطوع به من البشاشة و الرفق و العناية
و القيام على بره و مواساته و هذا كله ينقص درجتك في الدين و يحول بينك و بين فضل
عظيم و ثواب جزيل و إن كان لا يعرضك لعقاب. و اعلم أن للحقود عند القدرة على
الجزاء ثلاثة أحوال أحدها أن يستوفي حقه الذي يستحقه من غير زيادة و لا نقصان و هو
العدل و الثاني أن يحسن إليه بالعفو و ذلك هو الفضل و الثالث أن يظلمه بما لا
يستحقه و ذلك هو الجور و هو اختيار الأرذال و الثاني هو اختيار الصديقين و الأول
هو منتهى درجة الصالحين فليتسم المؤمن بهذه الخصلة إن لم يمكنه تحصيل فضيلة العفو
التي قد أمر الله تعالى بها و حض عليها رسوله و الأئمة ع قال الله تعالى خُذِ
الْعَفْوَ[1] الآية و قال
تعالى وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى[2]