و لا يقنع من إرث
الأنبياء باليسير و يغتنم وقت الفراغ و النشاط و شرح الشباب[4] قبل عوارض البطالة و موانع الرئاسة
فإنها أدوى الأدواء و أعضل الأمراض. و ليحذر كل الحذر من نظر نفسه بعين الكمال و
الاستغناء عن المشايخ فإن ذلك عين النقص و حقيقة الجهل و عنوان الحماقة و دليل قلة
العلم و المعرفة لو تدبر.
الثاني عشر
[12-] أن يلازم حلقة
شيخه
بل جميع مجالسه إذا أمكن
فإن ذلك لا يزيده إلا خيرا و تحصيلا و أدبا و اطلاعا على فوائد متبددة لا يكاد
يجدها في الدفاتر كما أشار إليه
و لا يقتصر على سماع درس
نفسه فقط فإن ذلك علامة قصور الهمة بل يعتني بسائر الدروس فإنها كنوز مختلفة و
جواهر متعددة فليغتنم ما فتح له منها إن احتمل ذهنه ذلك فيشارك أصحابها حتى كأن كل
درس له فإن عجز عن ضبط جميعها اعتنى بالأهم فالأهم. هذا في الدروس المفرقة و أما
درس التقاسيم فشأنها كدرس واحد فمن لم يطق
[1]-« سنن الترمذي» ج 5/ 39، كتاب العلم، الحديث
2666؛« تقييد العلم»/ 65- 68؛« تدريب الراوي» ج 2/ 66.
[2]- قاله معاوية بن قرة، كما في« حلية الأولياء»
ج 2/ 301؛ و« تقييد العلم»/ 109. و في« تقييد العلم»/ 96:« قال أنس: كنّا لا نعدّ
علم من لم يكتب علمه علما».
[4]-« شرخ الشباب: أوّله و نضارته و قوّته»(« لسان
العرب» ج 3/ 29،« شرخ»).
[5]-« الكافي» ج 1/ 37، كتاب فضل العلم، باب حقّ
العالم، الحديث 1، و قد سبق في أوّل القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب، ص
234، و نقله هنا بالمعنى.
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 268