على ما فيه فضيلة و على
توبيخه له على ما فيه نقيصة أو كسل يعتريه أو قصور يعانيه أو غير ذلك مما في
إيقافه عليه و توبيخه إرشاده و صلاحه[2]
و يعد ذلك من الشيخ من جملة النعم عليه باعتناء الشيخ به و نظره إليه فإن ذلك أميل
لقلب الشيخ و أبعث له على الاعتناء بمصالحه. و إذا وقفه الشيخ على دقيقة من أدب أو
نقيصة صدرت منه و كان يعرف ذلك من قبل فلا يظهر أنه كان عارفا به و غفل عنه بل
يشكر الشيخ على إفادته ذلك و اعتنائه بأمره ليكون بذلك مستدعيا للعود إلى النصيحة
في وقت الحاجة فإن كان له في ذلك عذر و كان إعلام الشيخ به أصلح فلا بأس به و إلا
فيتركه إلا أن يترتب على ترك بيان العذر مفسدة فيتعين إعلامه به.
و لا يصده ذلك عن
ملازمته و حسن عقيدته و اعتقاد كماله و يتأول أفعاله التي ظاهرها مذموم على أحسن
تأويل و أصحه فما يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق. و يبدأ هو عند جفوة شيخه
بالاعتذار و التوبة مما وقع و الاستغفار و ينسب الموجب إليه و يجعل العتب فيه عليه
فإن ذلك أبقى لمودة شيخه و أحفظ لقلبه و أنفع للطالب في آخرته و دنياه. و عن بعض
السلف من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة و من صبر عليه آل أمره
إلى عز الدنيا و الآخرة[4].
[2]- هكذا في« ه»،« ط»،« ن» و« تذكرة السامع»/ 93.
و في« ز»،« م» و« ق»:« أو غير ذلك ممّا فيه إشفاقه عليه و توبيخه و إرشاده و
صلاحه». و في« ض» و« ح»:« أو غير ذلك ممّا فيه إشفاقه عليه، و توبيخه إرشاده و
صلاحه»؛ و كيف ما كان فلا تخلو العبارة من الاضطراب.
[3]- لاحظ« تذكرة السامع»/ 91- 92؛« شرح المهذّب»
ج 1/ 63.
[4]-« تذكرة السامع»/ 91؛« جامع بيان العلم و
فضله» ج 1/ 118؛« أدب الدنيا و الدين»/ 75؛« عدّة-- الداعي»/ 71؛« التبيان في آداب
حملة القرآن»/ 26؛« شرح المهذّب» ج 1/ 63. و في« غرر الحكم» ج 5/ 411، الحديث
8971:« من لم يصبر على مضض التعليم بقي في ذلّ الجهل».
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 246