و اعلم أن هذا ثواب كريم
لكنه موضع الخطر الوخيم و الغرور العظيم فإن زهرة الدنيا و حب الرئاسة و الاستعلاء
إذا نبتا في القلب غطيا عليه كثيرا من طرق الصواب و المقاصد الصحيحة الموجبة
للثواب فلا بد من التيقظ في هذا الباب[2].
السادس[3] أن يحافظ
على القيام بشعائر الإسلام و ظواهر الأحكام كإقامة الصلوات في مساجد الجماعات
محافظا على شريف الأوقات و إفشاء السلام للخاص و العام مبتدئا و مجيبا و الأمر
بالمعروف و النهي عن المنكر و الصبر على الأذى بسبب ذلك صادعا بالحق باذلا نفسه
لله لا يخاف لومة لائم متأسيا في ذلك بالنبي ص و غيره من الأنبياء متذكرا ما نزل
بهم من المحن عند القيام بأوامر الله تعالى. و لا يرضى من أفعاله الظاهرة و
الباطنة بالجائز بل يأخذ نفسه بأحسنها و أكملها فإن العلماء هم القدوة و إليهم
المرجع و هم حجة الله تعالى على العوام و قد يراقبهم للأخذ منهم من لا ينظرون إليه
و يقتدى بهم من لا يعلمون به و إذا لم ينتفع العالم بعلمه فغيره أبعد عن الانتفاع
به و لهذا عظمت زلة العالم لما يترتب
[1]-« رجال النجاشيّ»/ 331- 332، في ترجمة محمّد
بن إسماعيل بن بزيع، مع اختلاف يسير جدّا في بعض الألفاظ؛ منها:« الكواكب
الدرّيّة» بدل« الكواكب الزهرية».
[2]- قال المحدث الجزائريّ، رحمه اللّه، في«
الأنوار النعمانية» ج 3/ 342:« ... و من هذا بعد عنه العلماء الأعلام، و قد حدّثني
أوثق مشايخي أنّ السيّد الجليل محمّد صاحب« المدارك» و الشيخ المحقّق الشيخ حسن
صاحب« المعالم» قد تركا زيارة المشهد الرضوي على ساكنه أفضل الصلوات، خوفا من أن
يكلّفهم الشاه عبّاس الأوّل بالدخول عليه ...
و لم يأتيا إلى بلاد العجم
احترازا من ذلك المذكور».