نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 159
و ينبت لأن مغارس النقائص و منابت الرذائل هي الأخلاق الذميمة
في القلب فمن لا يطهر القلب منها لا تتم له الطاعات الظاهرة إلا مع الآفات الكثيرة
بل كمريض ظهر به الجرب و قد أمر بالطلاء و شرب الدواء أما الطلاء ليزيل ما على
ظاهره و الدواء ليقلع مادته من باطنه فقنع بالطلاء و ترك الدواء و بقي يتناول ما
يزيد في المادة فلا يزال يطلي الظاهر و الجرب دائما يتزايد في الباطن إلى أن
أهلكه. نسأل الله تعالى أن يصلحنا لأنفسنا و يبصرنا بعيوبنا و ينفعنا بما علمنا و
لا يجعله حجة علينا فإن ذلك بيده و هو أرحم الراحمين
فصل 4 [شرائط ترجع إلى
الثاني]
و لكل واحد منهما شرائط
متعددة و وظائف متبددة بعد هذين[1] إلا أنها
بأسرها ترجع إلى الثاني أعني استعمال العلم فإن العلم متناول لمكارم الأخلاق و
حميد الأفعال و التنزه عن مساوئها فإذا استعمله على وجهه أوصله إلى كل خير يمكن
طلبه و أبعده عن كل دنية تشينه
[3-] في التوكل على
الله تعالى و الاعتماد عليه
فمما يلزم كل واحد منهما
بعد تطهير نفسه من الرذائل المذكورة و غيرها توجيه نفسه إلى الله تعالى و الاعتماد
عليه في أموره و تلقي الفيض الإلهي من عنده فإن العلم كما تقدم من كلام الصادق ع[2] ليس بكثرة
التعلم و إنما هو نور من الله تعالى ينزله على من يريد أن يهديه.
[1]- يعني الأمر الأوّل و الثاني، و هما إخلاص النية
و استعمال العلم.
[2]- في الأمر الثاني من القسم الأوّل من النوع
الأول، ص 149.
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 159