responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 160

و أن يتوكل عليه و يفوض أمره إليه و لا يعتمد على الأسباب فيوكل إليها و تكون وبالا عليه و لا على أحد من خلق الله تعالى بل يلقي مقاليد أمره إلى الله تعالى في أمره و رزقه و غيرهما يظهر عليه حينئذ من نفحات قدسه و لحظات أنسه ما يقوم به أوده‌[1] و يحصل مطلبه و يصلح به أمره‌

وَ قَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ ص‌ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ تَكَفَّلَ لِطَالِبِ الْعِلْمِ بِرِزْقِهِ خَاصَّةً عَمَّا ضَمِنَهُ لِغَيْرِهِ‌[2].

بمعنى أن غيره يحتاج إلى السعي على الرزق حتى يحصل غالبا و طالب العلم لا يكلفه بذلك بل بالطلب و كفاه مئونة الرزق إن أحسن النية و أخلص العزيمة. و عندي في ذلك من الوقائع و الدقائق ما لو جمعته بلغ ما يعلمه الله من حسن صنع الله تعالى بي و جميل معونته منذ اشتغلت بالعلم و هو مبادئ عشر الثلاثين و تسع مائة إلى يومي هذا و هو منتصف شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و تسع مائة و بالجملة فليس الخبر كالعيان.

وَ رَوَى شَيْخُنَا الْمُتَقَدِّمُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ نَطْلُبُ فِيهِ الْعِلْمَ وَ قَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتِي فِي بَعْضِ الْأَسْفَارِ فَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا مَنْ تُؤَمِّلُ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ فَقُلْتُ فُلَاناً فَقَالَ إِذَنْ وَ اللَّهِ لَا تُسْعَفُ حَاجَتُكَ وَ لَا يَبْلُغُكَ أَمَلُكَ وَ لَا تُنْجَحُ طَلِبَتُكَ قُلْتُ وَ مَا عَلَّمَكَ رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع حَدَّثَنِي أَنَّهُ قَرَأَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ مَجْدِي وَ ارْتِفَاعِي عَلَى عَرْشِي لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ غَيْرِي بِالْيَأْسِ وَ لَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ عِنْدَ النَّاسِ وَ لَأُنَحِّيَنَّهُ مِنْ قُرْبِي‌


[1]-« فيه أود، أي عوج»(« أساس البلاغة»/ 12،« أود»).

[2]-« الجامع الصغير» ج 2/ 175، حرف الميم؛« كنز العمّال» ج 10/ 139، الحديث 28701، و فيهما:« من طلب العلم تكفّل اللّه برزقه.»؛ و في« إحياء علوم الدين» ج 1/ 6؛ و« تعليم المتعلّم»/ 20؛« من تفقّه في دين اللّه كفاه اللّه تعالى ما أهمّه و رزقه من حيث لا يحتسب».

نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست