[1]- انظر معنى هذه الكلمة و تفسيرها في تعاليق
الأستاذ المحقّق حسنزاده الآملي على« كشف المراد»/ 580- 581.
[2]-« قوت القلوب» ج 1/ 144؛« إحياء علوم الدين» ج
1/ 55، مع اختلاف كثير في الألفاظ، و لم أقف عليه بنص ألفاظه. و نقل في« بحار
الأنوار» ج 2/ 40، عن« منية المريد» فقط.
[3]-« الكافي» ج 1/ 48، كتاب فضل العلم، باب
النوادر، الحديث 2، و فيه:« و زاده المعروف» بدل« رداؤه المعروف».
[4]- حديث عنوان البصري مرويّ في« مشكاة الأنوار»/
325- 328، و« بحار الأنوار» ج 1/ 224- 226، و نحن ننقله هنا بطوله- لما فيه من
الفائدة- عن« بحار الأنوار». قال العلّامة المجلسي، قدّس اللّه نفسه الزّكيّة:«
أقول:
وجدت بخط شيخنا البهائي قدّس
اللّه روحه، ما هذا لفظه: قال الشيخ شمس الدين محمّد بن مكّيّ: نقلت من-- خطّ
الشيخ أحمد الفراهاني رحمه اللّه عن عنوان البصريّ- و كان شيخا كبيرا قد أتى عليه
أربع و تسعون سنة- قال: كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين، فلمّا قدم جعفر الصادق
عليه السّلام المدينة، اختلفت إليه و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك. فقال لي
يوما: إنّي رجل مطلوب و مع ذلك لي أوراد في كلّ ساعة من آناء الليل و النهار، فلا
تشغلني عن وردي، و خذ عن مالك، و اختلف إليه كما كنت تختلف إليه؛ فاغتممت من ذلك،
و خرجت من عنده و قلت في نفسي: لو تفرّس فيّ خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه و
الأخذ عنه، فدخلت مسجد الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّمت عليه، ثمّ رجعت من
الغد إلى الروضة و صلّيت فيها ركعتين، و قلت أسألك يا اللّه يا اللّه! أن تعطف
عليّ قلب جعفر و ترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم. و رجعت إلى داري
مغتمّا و لم أختلف إلى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حبّ جعفر، فما خرجت من داري إلّا
إلى الصلاة المكتوبة حتّى عيل صبري، فلمّا ضاق صدري تنعّلت و تردّيت و قصدت جعفرا
و كان بعد ما صلّيت العصر، فلمّا حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال ما
حاجتك؟
فقلت: السلام على الشريف، فقال:
هو قائم في مصلاه، فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلّا يسيرا إذ خرج خادم فقال: ادخل
على بركة اللّه، فدخلت و سلّمت عليه، فردّ السلام و قال: اجلس غفر اللّه لك، فجلست
فأطرق مليّا، ثمّ رفع رأسه، و قال: أبو من؟ قلت: أبو عبد اللّه، قال: ثبّت اللّه
كنيتك و وفّقك، يا أبا عبد اللّه ما مسألتك؟
فقلت في نفسي: لو لم يكن لي من زيارته
و التسليم غير هذا الدعاء لكان كثيرا. ثمّ رفع رأسه، ثمّ قال:
ما مسألتك؟ فقلت: سألت اللّه أن
يعطف قلبك عليّ و يرزقني من علمك، و أرجو أنّ اللّه تعالى أجابني في الشريف ما
سألته، فقال: يا أبا عبد اللّه! ليس العلم بالتعلّم، إنّما هو نور يقع في قلب من
يريد اللّه تبارك و تعالى أن يهديه، فإن أردت العلم فاطلب أوّلا في نفسك حقيقة
العبوديّة، و اطلب العلم باستعماله، و استفهم اللّه يفهمك، قلت: يا شريف! فقال: قل
يا أبا عبد اللّه. قلت: يا أبا عبد اللّه! ما حقيقة العبوديّة؟ قال: ثلاثة أشياء:
أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوّله
اللّه ملكا؛ لأنّ العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال اللّه يضعونه حيث أمرهم
اللّه به، و لا يدبّر العبد لنفسه تدبيرا، و جملة اشتغاله فيما أمره تعالى به و
نهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوّله اللّه تعالى ملكا هان عليه الإنفاق
فيما أمره اللّه تعالى أن ينفق فيه، و إذا فوّض العبد تدبير نفسه على مدبّره هان
عليه مصائب الدنيا، و إذا اشتغل العبد بما أمره اللّه تعالى و نهاه لا يتفرّغ
منهما إلى المراء و المباهلة مع الناس، فإذا أكرم اللّه العبد بهذه الثلاثة هان
عليه الدنيا، و إبليس، و الخلق؛ و لا يطلب الدنيا تكاثرا و تفاخرا، و لا يطلب ما
عند الناس عزّا و علوّا، و لا يدع أيّامه باطلا، فهذا أوّل درجة التقى، قال اللّه
تبارك و تعالى:« تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ
عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»[ سورة
القصص( 28): 83].
قلت: يا أبا عبد اللّه! أوصني،
قال: أوصيك بتسعة أشياء فإنّها وصيّتي لمريدي الطريق إلى اللّه تعالى، و اللّه
أسأل أن يوفقك لاستعماله، ثلاثة منها في رياضة النفس، و ثلاثة منها في الحلم، و
ثلاثة منها في العلم، فاحفظها و إيّاك و التهاون بها. قال عنوان: ففرّغت قلبي له.
فقال: أمّا اللواتي في الرياضة:
فإيّاك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنّه يورث الحماقة و البله، و لا تأكل إلّا عند
الجوع، و إذا أكلت فكل حلالا و سمّ اللّه، و اذكر حديث الرّسول صلّى اللّه عليه و
آله: ما ملأ آدميّ وعاء شرّا من بطنه. فإن كان و لا بدّ فثلث لطعامه و ثلث لشرابه
و ثلث لنفسه.-- و أمّا اللواتي في الحلم: فمن قال لك: إن قلت واحدة سمعت عشرا،
فقل: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة، و من شتمك فقل له: إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل
اللّه أن يغفر لي، و إنّ كنت كاذبا فيما تقول فاللّه أسأل أن يغفر لك، و من وعدك
بالخنى فعده بالنصيحة و الدعاء.
و أمّا اللواتي في العلم: فاسأل
العلماء ما جهلت، و إيّاك أن تسألهم تعنّتا و تجربة، و إيّاك أن تعمل برأيك شيئا،
و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا، و اهرب من الفتيا هربك من الأسد، و لا
تجعل رقبتك للناس جسرا. قم عنّي يا أبا عبد اللّه! فقد نصحت لك و لا تفسد عليّ
وردي، فإنّي امرؤ ضنين بنفسي، و السّلام على من اتّبع الهدى».
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 148