فعيرهم بصغر
الأفواه كما مدحوا الخطباء بسعة الأشداق [٢] وإلى هذا المعنى
يصرف قوله أيضا : « كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه » لان الشدق جميل مستحسن
عندهم ، يقال : خطيب أهرت الشدقين ، وهريت الشدق. وسمي عمرو بن سعيد « الأشدق »
وقالت الخنساء ـ ترثي أخاها ـ :
وقال ابن مقبل
: « هرت الشقاشق ظلامون للجزر ». وقوله : « الأشنب » من صفة الفم ،
قالوا : إنه الذي لريقه عذوبة وبرد ، وقالوا أيضا : إن الشنب في الفم تحدد ورقة و
حدة في أطراف الأسنان ، ولا يكاد يكون هذا إلا مع الحداثة والشباب. قال الشاعر :
يا بأبي أنت
وفوك الأشنب
كأنما ذر
عليه الزرنب
وقوله : « دقيق
المسربة » فالمسربة : الشعر المستدق الممتد من اللبة [٥] إلى السرة [٦] قال الحارث بن وعلة الجرمي :