نام کتاب : معاني الأخبار نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 352
إمام ليس بنبي ولا رسول فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة.
قال محمد بن
حرب الهلالي : قلت له : زدني يا ابن رسول الله. فقال : إنك لأهل
للزيادة ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله حمل عليا على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده وإمام الأئمة
من صلبه ، كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول
الجدب خصبا [١].
قال : فقلت له
: زدني يا ابن رسول الله ، فقال : احتمل رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا
يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله صلىاللهعليهوآله ما عليه من الدين
والعدات والأداء عنه [٢] من بعده.
قال : فقلت له
: يا ابن رسول الله زدني ، فقال : إنه احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله
وما حمل ، لأنه معصوم لا يحتمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصوابا ، وقد
قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : يا علي إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك
ثم غفرها لي ، وذلك قوله عزوجل : « ليغفر
لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر[٣] »
ولما أنزل الله تبارك وتعالى عليه « يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم[٤] » قال النبي صلىاللهعليهوآله
« يا أيها
الناس عليكم أنفسكم لا يضر كم من ضل إذا اهتديتم[٥] » وعلي نفسي وأخي ،
أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى ، ثم تلا هذه الآية « قل أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا
وما على الرسول إلا البلاغ المبين[٦] ».
قال محمد بن
حرب الهلالي : ثم قال لي جعفر بن محمد عليهماالسلام : أيها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به
لقلت : إن جعفر بن محمد لمجنون ، فحسبك من ذلك ما قد سمعته. فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت
: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
[١] الجدب : الأرض
اليابسة التي لا نبت فيها لانقطاع المطر عنها والخصب هي التي كثر فيها العشب والخير.
[٢] كذا ولعله سقط
قبل لفظة « الأداء » فعل يدل على التصدي والتحمل. ( م )