نام کتاب : معاني الأخبار نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 26
على تأويله حتى يكون إبليس الغاوي لهم هو الخاسر الذليل المطرود المغلول [١]. قال : فلما
بعث الله محمدا وأظهره بمكة ثم سيره منها إلى المدينة وأظهره بها ، ثم أنزل إليه
الكتاب
وجعل افتتاح سورته الكبرى بـ « ألم » يعني « ألم ذلك الكتاب » وهو ذلك الكتاب الذي
أخبرت أنبيائي السالفين أني سأنزله عليك يا محمد ، « لا ريب فيه » فقد ظهر كما
أخبرهم به
أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لا يمحوه الباطل ، يقرؤه هو وأمته على
سائر
أحوالهم ، ثم اليهود يحرفونه عن جهته ، ويتأولونه على غير وجهه ، ويتعاطون التوصل
إلى علم ما قد طواه الله عنهم من حال آجال [٢] هذه الأمة وكم مدة ملكهم ، فجاء إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله منهم جماعة ، فولى رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام فخاطبهم ، فقال قائلهم : إن كان ما يقول محمد ـ صلىاللهعليهوآله ـ حقا لقد علمناكم قدر ملك أمته ، هو إحدى وسبعون سنة ،
« الألف » واحد ، و « اللام » ثلاثون ، و « الميم » أربعون ، فقال علي عليهالسلام : فما تصنعون بـ « المص » وقد انزل [٣] عليه؟ قالوا :
هذه إحدى وستون ومائة سنة. قال : فما ذا تصنعون بـ « الر » وقد أنزلت عليه؟ فقالوا
: هذه أكثر ، هذه مائتان وإحدى وثلاثون سنة. فقال علي عليهالسلام : فما تصنعون بما انزل عليه [٤] « المر »؟
قالوا : هذه مائتان وإحدى وسبعون سنة فقال علي عليهالسلام : فواحدة من هذه له أو جميعها له؟ فاختلط كلامهم فبعضهم
قال له : واحدة منها وبعضهم قال : بل يجمع له كلها وذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة
، ثم يرجع الملك إلينا يعني إلى اليهود. فقال علي عليهالسلام : أكتاب من كتب الله نطق بها ،
أم آراؤكم دلتكم عليه؟ قال بعظهم : كتاب الله نطق به ، وقال آخرون منهم : بل
آراؤنا
دلت عليه ، فقال علي عليهالسلام. فأتوا بالكتاب [٥] من عند الله ينطق بما تقولون. فعجزوا
عن إيراد ذلك ، وقال للآخرين : فدلونا على صواب هذا الرأي. فقال : صواب رأينا
دليله
أن هذا حساب الجمل. فقال علي عليهالسلام : كيف دل على ما تقولون وليس في