نام کتاب : معاني الأخبار نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 198
أبيه ، عن جده [ عن ] علي بن الحسين ، عن أبيه عليهمالسلام قال : بينا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذات يوم جالس
مع أصحابه يعبئهم [١] للحرب إذ أتاه شيخ عليه شجبة للسفر [٢] ،
فقال : أين أمير المؤمنين؟ فقيل : هو ذا. فسلم عليه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين
إني أتيتك من
ناحية الشام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي وإني أظنك ستغتال [٣]
فعلمني مما علمك الله. قال : نعم يا شيخ ، من اعتدل يوماه فهو مغبون ، ومن كانت
الدنيا
همته اشتدت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شر يوميه فمحروم ، ومن لم يبال ما
رزئ [٤] من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه
غلب عليه الهوى ومن كان في نقص فالموت خير له ، يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك و
إيت إلى الناس ما تحب أن يؤتي إليك. ثم أقبل على أصحابه فقال : أيها الناس أما
ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى فبين صريع يتلوى [٥] وبين
عائد ومعود [٦] وآخر بنفسه يجود ، وآخر لا يرجى وآخر مسجى [٧] ، وطالب
الدنيا
والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وعلى أثر الماضي يصير الباقي. فقال له زيد
بن
صوحان العبدي : يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب وأقوى؟ قال : الهوى ، قال : فأي ذل
أذل؟ قال : الحرص على الدنيا ، قال : فأي فقر أشد؟ قال : الكفر بعد الايمان ، قال
:
فأي دعوة أضل؟ قال : الداعي بما لا يكون ، قال : فأي عمل أفضل؟ قال : التقوى ، قال
:
فأي عمل أنجح؟ قال : طلب ما عند الله ، قال : فأي صاحب شر؟ قال : المزين لك معصية
الله ، قال : فأي الخلق أشقى؟ قال : من باع دينه بدنيا غيره ، قال : فأي الخلق
أقوى؟