نام کتاب : معاني الأخبار نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 127
صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول : لم فعل الله ذلك؟ فإن
الإمامة
خلافة الله عزوجل ليس لأحد أن يقول : لم جعلها الله في صلب الحسين دون
صلب الحسن
لان الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
ولقول الله
تعالى [١] : « وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن » وجه آخر وما ذكرناه
أصله. والابتلاء على ضربين : أحدهما مستحيل على الله ـ تعالى ذكره ـ والآخر جائز
فأما ما
يستحيل فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه وهذا مالا يصلح [٢] لأنه عزوجل
علام الغيوب ، والضرب الاخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون
ما يعطيه
من العطاء على سبيل الاستحقاق ولينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عزوجل
أنه لم يكل أسباب الإمامة الا إلى الكافي المستقل الذي كشفت الأيام عنه بخبره.
فأما الكلمات
فمنها ما ذكرناه ، ومنها اليقين وذلك قول الله عزوجل : « وكذلك
نري
إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين[٣] » ومنها المعرفة بقدم بارئه
وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حتى نظر إلى الكواكب [٤] والقمر والشمس
فاستدل بأفول
كل واحد منها على حدثه وبحدثه على محدثه [٥] ، ثم علمه عليهالسلام بأن الحكم بالنجوم
خطأ في قوله عزوجل : « فنظر
نظرة في النجوم * فقال إني سقيم[٦] » وإنما قيده الله
سبحانه بالنظرة الواحدة لان النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية
بدلالة قول النبي صلىاللهعليهوآله لما قال لأمير المؤمنين عليهالسلام : « يا علي أول النظرة لك والثانية عليك ولا لك » ،
ومنها الشجاعة وقد كشفت الأيام عنه بدلالة قوله عزوجل : « إذ
قال
لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها
عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من
اللاعبين * قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من