نام کتاب : معاني الأخبار نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 128
الشاهدين
* وتا الله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا
لهم لعلهم إليه يرجعون[١] » ومقاومة الرجل الواحد الوفا من أعداء الله عزوجل تمام
الشجاعة ، ثم الحلم مضمن معناه في قوله عزوجل : « إن
إبراهيم لحليم أواه منيب[٢] »
ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة
مضمن معناه في قوله : « وأعتزلكم
وما تدعون من دون الله ـ الآية ـ » [٣] ، والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر بيان ذلك في قوله عزوجل : « يا
أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا
يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك
صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت
إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا[٤] » ودفع السيئة
بالحسنة وذلك لما قال له أبوه : « أراغب
أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك
واهجرني مليا[٥] » فقال في جواب أبيه : « سلام
عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي
حفيا [٦] » والتوكل بيان ذلك في قوله : « الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني
ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي
خطيئتي يوم الدين[٧] » ، ثم الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله : « رب هب لي حكما
وألحقني بالصالحين [٨] » يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عزوجل ولا
يحكمون بالآراء والمقائس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك
في قوله : « واجعل لي
لسان صدق في الآخرين[٨] » أراد في هذه الأمة الفاضلة فأجابه
[١] الأنبياء : ٥٣
إلى ٥٩. والجذاذ من الجذ وهو القطع.