responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الغيبة للنعماني نویسنده : النعماني، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 6

كلمة المصحح‌

أمّا بعد: فلقد كان من أمنيّتي فيما لو اتيحت لي الفرصة و ساعدني التوفيق أن أقوم باحياء هذا التراث القيّم النفيس، و بعثه من مرقده، و نفض الغبار عن وجهه، و كشف الغمام عن بدره، لما فيه من فوائد جليلة، و منافع كثيرة، و لم يسمح لي الدّهر بالفراغ، و عاقتني عن ذلك العوائق، فمرّت على ذلك سنون، و لم أجد إلى المأمول سبيلا، كما أنّي لم أر في تلك المدّة من يقوم بأمره، أو اعتنى بشأنه، أو يجنح إلى تصحيحه و نشره، و لا من يحنو عليه لاحيائه، أو يخطو خطوة لاصلاحه، و لا تنهض الهمّة بأحد لتحقيقه و طبعه.

و كانت المطبوعة الحجريّة منه كثيرة الأغلاط، مشوّهة الخطوط، محرّفة الألفاظ، و من كثرة السّقط و التحريف فيه صار سهله نقلا، و حزنه جبلا، فقد ينقضي اليوم و اليومان و لا يجد الباحث إلى فهم بعض جمله سبيلا و لا إلى المقصود دليلا، و ربّما يجتهد طيلة ليل يطلب ربط جملتين أو يمضي يوما تامّا في فهم عبارتين و لا يرجع إلّا بخفّي حنين، و قلّما يوجد فيه سند سلم من التحريف، بل الغالب على أسانيده الاعضال بالتصحيف، و المظنون عندي أنّ الشيخ أبا الفرج القنانيّ راوي الكتاب أو الّذي أخذ عنه كان ردي‌ء الخطّ، و الناسخون لم يتمكّنوا من استخراجه صحيحا، و لذا شاع في النّسخ الخطيّة من هذا الكتاب الإبهام و الغموض، و المسخ و التحريف و الاختلاف، و مصحّحها- مع كونه من العلماء- مهما جدّ و اجتهد لم يقدر على إصلاح جلّ أخطاء الكتاب، و من جرّاء هذا الأمر صار هذا الأثر الثّمين متروكا مغفولا عنه، و غار نجمه في ستار سخافة طبعه، و كثرة أغلاطه، و حجبت شمسه بسحاب غموض عباراته و تحريفاته، و سبّب ذلك ابتعاد الناس عن دراسته، و انصرافهم عن قراءته، فترك الكتاب مهجورا في زوايا المكتبات، مغمورا في خبايا الغرفات، تراه يتململ تململ السّليم، و يستصرخ استصراخ الظليم‌[1]،


[1]. السليم: اللديغ أو الجريح الذي أشرف على الهلاك، و الظليم: المظلوم.

نام کتاب : كتاب الغيبة للنعماني نویسنده : النعماني، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست