و قد جمعت في هذا الكتاب
ما وفق الله جمعه من الأحاديث التي رواها الشيوخ عن أمير المؤمنين و الأئمة
الصادقين ع في الغيبة و غيرها مما سبيله أن ينضاف إلى ما روي فيها بحسب ما حضر في
الوقت إذ لم يحضرني جميع ما رويته في ذلك لبعده عني و أن حفظي لم يشمل عليه و الذي
رواه الناس من ذلك أكثر و أعظم مما رويته و يصغر و يقل عنه ما عندي و جعلته أبوابا
صدرتها بذكر ما روي في صون سر آل محمد ع عمن ليس من أهله و التأدب بآداب أولياء
الله في ستر ما أمروا بستره عن أعداء الدين و النصاب المخالفين و سائر الفرق من
المبتدعين و الشاكين و المعتزلة الدافعين لفضل أمير المؤمنين صلوات الله عليه و
آله أجمعين المجيزين تقديم المأموم على الإمام و الناقص على التام خلافا على الله
عز و جل حيث يقول- أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ
أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[1] و إعجابا
بآرائهم المضلة و قلوبهم العمية كما قال الله جل من قائل- فَإِنَّها لا تَعْمَى
الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ[2] و كما قال
تبارك و تعالى- قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا.
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً[3] الجاحدين فضل
الأئمة الطاهرين و إمامتهم ع المحلول في صدورهم لشقائهم ما قد تمكن فيها من العناد
لهم بعد وجوب الحجة عليهم من الله بقوله عز و جل- وَ اعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا[4] و من رسوله ص بقوله في
عترته إنهم الهداة و سفينة النجاة و إنهم أحد الثقلين اللذين أعلمنا تخليفه إياهما
علينا و التمسك بهما