فَاعْتَبِرُوا يا
أُولِي الْأَبْصارِ الناظرة بنور الهدى و القلوب السليمة من العمى المشرقة
بالإيمان و الضياء بهذا القول قول الإمامين الباقر و الصادق ع في الغيبة و ما في
القائم ع من سنن الأنبياء ع من الاستتار و الخوف و أنه ابن أمة سوداء يصلح الله له
أمره في ليلة و تأملوه حسنا فإنه يسقط معه الأباطيل و الأضاليل التي ابتدعها المبتدعون
الذين لم يذقهم الله حلاوة الإيمان و العلم و جعلهم بنجوة منه و بمعزل عنه و ليحمد
هذه الطائفة القليلة النزرة[1] الله حق
حمده على ما من به عليها من الثبات على نظام الإمامة و ترك الشذوذ عنها كما شذ
الأكثر ممن كان يعتقدها و طار يمينا و شمالا و أمكن الشيطان منه و من قياده و
زمامه يدخله في كل لون و يخرجه من آخر حتى يورده كل غي و يصده عن كل رشد و يكره
إليه الإيمان و يزين له الضلال و يجلي في صدره قول كل من قال بعقله و عمل على
قياسه و يوحش عنده الحق[2] و اعتقاد
طاعة من فرض الله طاعته كما قال جل و عز في محكم كتابه حكاية لقول إبليس لعنه
الله- فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ[3] و قوله أيضا وَ
لَأُضِلَّنَّهُمْ وَ لَأُمَنِّيَنَّهُمْ[4] و قوله
لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ[5] أ ليس
أمير المؤمنين ع يقول في
خطبته أَنَا حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَ أَنَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَ
أَنَا الْحُجَّةُ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ أَجْمَعِينَ بَعْدَ رَسُولِهِ الصَّادِقِ
الْأَمِينِ ص.
ثم قال عز و جل حكاية
لما ظنه إبليس وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ
فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[6]