responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 295
يعصى، فلا تزني ولا تصوم، فاجتذبه أبو جعفر عليه السلام بيده إليه فقال له: تعمل عمل اهل النار وترجو ان تدخل الجنة. وعن النبي صلى الله عليه واله ليجيئن أقوام يوم القيامة لهم من الحسنات كجبال تهامة فيأمر بهم الى النار فقيل: يا نبى الله أمصلون ؟ قال: كانوا يصلون ويصومون ويأخذ ون وهنا من الليل لكنهم كانوا إذا لاح لهم شئ من الدنيا وثبوا عليه [1] واعلم انك لن تبلغ ذلك الا بالمجاهدة لنفسك الامارة فانها أضر الاعداء كثيرة البلاء مرمية في المهالك كثيرة الشهوات قال الله تعالى (فأما من طغى وآثر الحيو ة الدنيا فان الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى) [2]. وقال صلى الله عليه واله: أعدا عدوك نفسك التى بين جنبيك. فلا تغفل عنها وأوثقها بقيد التقوى. وأكثرها بثلاثة اشياء: الاول منع الشهوات فان دابة الحرون تلين إذا نقص من علفها. الثاني تحمل أثقال العبادات فان الدابة إذا ثقل حملها وقلل علفها ذلت وانقادت الثالث الاستعانة بالله والتضرع إليه بأن يعينك عليها أولا ترى الى قول الصديق (ان النفس لامارة بالسوء الا مارحم ربى) ؟ فإذا وطنت (وظبت) على هذه الامور الثلاثة انقادت لك باذن الله تعالى فح تبادر الى ان تملكها، وتلجمها وتأمن من شرها، وكيف تأمن أو تسلم مع اهمالها ؟ مع ما تشاهد من سوء اختيارها وردائة أحوالها ألست تراها وهى في حالة الشهوة بهيمة ؟ وفى حال الغضب سبع، وفى حال المصيبة طفل، وفى حال النعمة فرعون، وفى حال الشبع تراها مختالة، وفى حال الجوع تراها مجنونا ان أشبعتها بطرت، وان جوعتها صاحت وجزعت، فهى كالحمار السوء ان اقضمته رمح وان جاع نهق [3].

[1] الوهن: نحو نصف الليل قال الاصمعي: هو حين يدبر الليل. لاح الشى: بدا.
[2] النازعات: 38 -: 42.
[3] الفرس الحرون: الذى لا ينقاد وإذا اشتد به الحرى وقف. البطر. هو كما قيل:

نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست