responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 195
فقال: كان والله بعيد المدى [1] شديد القوى يقول: فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته، وكان والله غزير العبرة [2] طويل الفكرة يقلب كفيه ويخاطب نفسه ويناجى ربه، يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جش [3] كان والله فينا كأ حدنا يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سئلناه، وكنامع دنوه منا وقربنا منه لا نكلمه لهيبته ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته، فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين ويحب المساكين لا يطمع القوى في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله. وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله [4] وغارت نجومه وهو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم [5] ويبكى بكاء الحزين، فكأني الآن أسمعه وهو يقول: يا دنيا يا دنيا أبى تعرضت ام الى تشوقت ؟ هيهات هيهات (لاحان حينك) غرى غيرى لا حاجة لى فيك قد طلقتك ثلاثا لا رجعة (لى فيك) فيها، فعمرك قصير وخطرك يسير وأملك حقير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق وعظيم المورد فوكفت دموع معاوية (لعنة الله) على لحيته فنشفها بكمه واختنق القوم بالبكاء، ثم قال: كان والله أبو الحسن كك، فكيف كان حبك اياه ؟ قال: كحب ام موسى

[1] المدى بفتحتين: الغاية والنهاية، ومنه الحديث من اوصى بثلث ماله فقد بلغ المدى (المجمع).
[2] العبرة بالفتح فالسكون: تحلب الدمع، أو تردد البكاء في الصدر ج عبرات (المجمع).
[3] في الحديث كان رسول الله (ص) يأكل الجشب - هو بفتح الجيم وسكون الشين - الغليظ الخشن (المجمع).
[4] أرخيت الستر: أرسلته. السدول جمع سدل - بفتحتين - هو ما اسبل على الهودج (پرده) (المجمع).
[5] يتململ على فراشه إذا لم يستقر من الوجع (ص) السليم: اللديغ أو الجريح الذى اشرف على الهلاك (المجمع) (*).

نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست