ولكون هؤلاء العقول والنفوس غير اولئك كان السير دوريا لا استقاميا ومراتب الصعود كقوس بحذاء مراتب قوس النزول فكما كان هناك عقول ونفوس ومثال كك ههنا مثلا المثال الذى في قوس النزول كان عالم الذر ومرور الارواح عليه قبل ورودها على عالم الطبيعة والمثال الذى في قوس الصعود يكون عالم البرزخ ومرور الارواح عليه بعد نزولها إلى عالم الطبيعة وكثير من صور البرزخ من باب تجسم الاعمال بخلاف صور الذرات ومن هنا قال تعالى ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية ففى وجه عرش الله هو الوجود المنبسط وحاملوه حقايق جبرئيل واسرافيل وميكائيل وعزرائيل فكون الحاملين ثمانية باعتبار هؤلاء الاربعة الذين هم في مبادى السلسلة النزولية وهؤلاء الاربعة الذين هم في خواتم السلسلة الصعودية وهذا مثل ان يق باصطلاح الحكيم العقل الفعال له مرتبتان عقل فعال بدوى له وجود في نفسه مكمل النفوس الناطقة وعقل فعال عودي هو غاية حركات النفس الناطقة في تجوهرها واتحادها به باعتبار وجوده الرابطى لها فكان الجواهر المجردة ذاتا وفعلا التى قال الحكماء المشاؤن في تعيين عددها انها عشرة عينها الشرع بالاربعة المذكورة من جهات كليات امور عظيمة اعني افاضة الحيوة والعلم والرزق وقبض الصور والارواح ثم باعتبار البدو والختم عينها بالثمانية كما ذكرنا ان قلت يفهم من بعض الاخبار ان حملة العرش غير هؤلاء المسمين المذكورين قلت المغايرة من باب مغايرة الحقيقة الرقيقة فجبرئيل مثلا من هو الممثل بصورة دحية الكلبى وحامل العرش هو الحقيقة المجردة أو تلك الحقايق اركان العرش والرقايق حاملوه أو العرش هناك غير الوجود المنبسط من غيران تمارس فيما ابتدأت به لغوبا ولا علاجا الممارسة المزاولة وملغوب الاعياء والعلاج المزاولة والمداراة وفيه تلميح إلى الاية الشريفة ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب وكيف يمسه لغوب واعياء والافاضة والانارة والاجادة ونظايرها ذاتية له تعالى وفى حصول الذاتي من ذى الذاتي لا يقع له اعياء ونصب وتعب لكونه ملايما له وايض الاعياء من صفات الجسم ولا كل جسم كالفلك بل الجسم المركب ولا كل مركب بل ذو مزاج ولا كل ذى مزاج بل ذى مبدء الحس والحركة والله تعالى اجل وارفع من التجسم ولوازم التجسم وعوارضه وفى بعض النسخ فيما ابتدعت والابتداع اخراج الشيئ من الليس إلى الايس دفعة واحدة سرمدية