responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأسماء الحسنى نویسنده : السبزواري، الملا هادي    جلد : 1  صفحه : 31
والدنيا صورة جهنم وظاهرها انه إذا فتشنا عن حال الدنيا وما دخل فيها بالذات لم يبق لها من هذا العالم المادى الا الشرور والافات والحدود والنقصانات وان كنت تعرف هذا لا يشكل عليك قوله تعالى ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها فانه بظاهره وفى اول النظر يغاير ما هو الواقع إذ نرى كثيرا ممن يريد الدنيا لا يؤتيه ومناف لما ورد في الحديث من اراد الدنيا اصابه فقر لا غناء له وسقم لا صحة فيه وذل لا عزة فيه وللحديث القدسي يا دنيا اخدمي من طلبني واتعبي من طلبك ولحديث اخر من اراد الاخرة اتته الدنيا والاخرة ومن اراد الدنيا فاتته الدنيا والاخرة ولذا قدر بعضهم المتعلق أي لمن نشاء وجعل بعضهم كلمة من تبعيضية ولكن لا حاجة إلى هذه التكلفات بعد ما عرفت ما هو ذاتي للدنيا فانها دار محنة وبلاء ونصب وتعب دوائها داء نعيمها بلاء ترياقها سم شفاؤها سقم لا راحة لمن يبتغيها ولا طمأنينة لاهليها فالمراد ان من يريد الدنيا نؤته منها من حيث هي دنيا فلا ينافى التعب وفوت الراحة يا رب الرب يطلق عليه تعالى باعتبار تربيته للاشياء في السلسلة الصعودية كما ان الباري وامثاله من الاسماء الحسنى يطلق عليه باعتبار السلسلة النزولية ففى الهبوط صار فيضه عقلا ثم نفسا ثم مثالا ثم طبعا ثم جسما ثم هيولى وفى العروج اكتست الهيولى اولا حلة الصورة الجسمية ثم تربينت بحلى الطبايع البسيطة ثم صارت مركبا ناقصا ثم مركبا تاما معدنيا ثم بناتا حسنا ثم نفسا حساسة ثم عقلا هيولانيا ثم عقلا بالملكة ثم عقلا بالفعل ثم عقلا مستفادا إلى ما شاء الله يا سيد السادات هو تعالى باعتبار تعينه باسمه الاعظم الذى هو امام الائمة في الاسماء سيد السادات التى هي الاسماء لان لكل من الاسماء مربوبا يربه ذلك الاسم ويسوده وباعتبار انه لا مؤثر في الوجود الا الله وانه مبدء المبادى وعلة العلل في القوس النزولى سيد السادات التى هي المبادى العالية وباعتبار انه غاية الغايات ان إلى ربك الرجعى واليه المنتهى ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ولكل وجهة هو موليها وانه رب الارباب في القوس الصعودى سيد السادات التى هي ارباب الانواع التى قال فيها القدماء من الحكماء ان لكل نوع فردا مجردا ابديا في عالم الابداع غير داثر ولا زايل واجد لكل كمالات نوعه بنحو اعلى هو كلى ذلك النوع يا مجيب الدعوات ان اختلج بوهمك ان الدعوات جمع محلى باللام وهو يفيد العموم مع ان كثيرا من دعواتنا


نام کتاب : شرح الأسماء الحسنى نویسنده : السبزواري، الملا هادي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست