الذى تنساق تدبيراته إلى غاياتها على سنن السداد من غير اشارة مشير وتسديد مسدد اقول وعلى هذا فيكون هذا فيكون هذا ايضا من باب الوصف بحال المتعلق وقال في القاموس والرشيد في صفات الله تعالى الهادى إلى سواء الصراط وقال بعض اخر من اهل اللغة الرشيد في اسماء الله تعالى هو الذى ارشد الخلق إلى مصالحهم أي هديهم ودلهم عليها فعيل بمعنى مفعل اقول فيمكن كون المكين بمعنى الممكن من باب فعيل بمعنى مفعل يا حميد يا مجيد يا شديد أي شديد عقابه ونكاله وفاقا للعرف واللغة أو شديد النور بل الوجود لقبول الوجود التشكيك بالشدة والضعف ووجوده فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى عدة ومدة وشدة تبعا للبرهان يا شهيد أي الحاضر على كلشئ سبحانك الخ يا ذا العرش المجيد يا ذا القول السديد يا ذا الفعل الرشيد يا ذا البطش الشديد يا ذا الوعد والوعيد يا من هو الولى الحميد يا من هو فعال لما يريد يا من هو قريب غير بعيد يا من هو على كل شئ شهيد يا من ليس بظلام للعبيد سبحانك الخ الفعل الرشيد من قبيل الكتاب الحكيم وامثاله اسناد مجازى ومعنى ليس بظلام للعبيد انه ليس بظالم لهم في عقابه وليس العقاب من باب التشفي بل هم الظالمون لانفسهم بارتكابهم المعاصي كما اشار إليه تعالى في مواضع كثيرة من كتابه الكريم كقوله جزاء بما كنتم تعملون وبما كنتم تكسبون وبما كسبت ايديكم وقوله (ع) انما هي اعمالكم ترد اليكم وغير ذلك كما اشرنا إليه سابقا ثم ان في صيغة المبالغة اشكالا مشهورا واجوبة مشهورة منها ان المشتق بمعنى المنتسب ومنها انه لو كان ظالما العياذ بالله لكان كثير الظلم لان له كمال القدرة والسلطنة بلا مانع عن حكمه ودافع لمشيته فعبر بصيغة المبالغة ايماء إلى هذا يا من لا شريك له ولا وزير يا من لا شبيه له ولا نظير قد تقرر في العلوم الحقيقية ان الاتحاد في الجنس مجانسة وفى النوع مماثلة وفى الكيف مشابهة وفى الكم مساوات وفى الوضع مطابقة وفى الاضافة مناسبة والحق المتعال ليس انه لا شريك له في الوجوب فقط بل لا شريك له في حقيقة الوجود إذ لا موجود في نفسه لنفسه بنفسه الا هو ولا مجانس له إذ لا جنس له ولا مماثل ونظير له إذ لا نوع له ولا شبيه له إذ لا كيف له ولا مساوى له إذ لا كم له ولا مطابق له إذ لا وضع له