responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شجرة طوبى نویسنده : الحائري المازندراني، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 136
بالسفافيد التي فيها الدجاج المشوية، وعليه الوشي، فلحرصه على الاكل يدخل يده في كمه حتى يقبض على الدجاجة وهي حارة فيفصلها، قال الاصمعي: ذكرت لهارون الرشيد حرص سليمان وتناوله الفراريخ بكمه من السفافيد فقال: قاتلك الله فما اعلمك باخبارهم إنه عرضت علي جباب بني أمية فنظرت الى جباب سليمان وإذا كل جبة منها في كمها أثر دهن فلم ادر ما ذلك حتى حدثتني بالحديث ثم قال: علي بجباب سليمان فأتي بها فنظرنا فإذا تلك الاثار فيها ظاهرة فكساني منها جبة، فكان الاصمعي ربما يخرج احيانا فيها فيقول: هذه جبة سليمان التي كساني بها الرشيد، وذكر ان سليمان خرج من الحمام ذات يوم، وقد اشتد جوعه فاستعجل الطعام ولم يكن فرغ منه فأمر ان يقدم ما لحق من الشواء فقدم إليه عشرون خروفا فأكل أجوافها كلها مع أربعين رقاقة ثم قرب بعد ذلك الطعام فأكل مع ندمائه كان لم يأكل شيئا، وكان يتخذ سلال الحلوى ويجعل ذلك حول مرقده فكان إذا قام من نومه يمد يده فلا تقع يده إلا على سلة من السلال، ويأكلها عن آخرها، ولبس سليمان في يوم الجمعة لباسا جديدا، وتعطر ودعا بصندوق فيه العمائم وبيده مرآة، ولم يزل يعمم بعمامة ثم يعرض عنها، ويعمم باخرى حتى رضي بواحدة وأرخى سدولها وأخذ بيده مخصرة، وخرج وجلس على المنبر ناظرا في عظمته وخطب خطبة فاعجبته نفسه فلم يزل يقول: انا الملك الشاب السيد المهاب الكريم الوهاب، ثم نزل ودخل قصره فتمثلت له جارية من جواريه فقال لها: كيف رأيت وترين أمير المؤمنين ؟ قالت: أراه مني النفس وقرة لولا ما قال الشاعر: قال وما قال ؟ قالت: قال: انت نعم المتاع لو كنت تبقى * غير ان لا بقاء للانسان انت من لا يرينا منك شئ * علم الله غير إنك فاني فبكى سليمان من هذا القول وكان يومه ذلك باكيا ثم دعا الجارية وقال: ما دعاك الى ما قلت لامير المؤمنين قالت: والله ما قلت هذا الكلام، ولا رأيت أمير المؤمنين اليوم ولا دخلت عليه فعظم ذلك على سليمان ودعا بقية جواريه فصدقتها في قولها، فرع سليمان ولم ينتفع بنفسه، ولم يمكث بعد ذلك إلا مدة قليلة فقال يوما لابي حازم الاعرج وهو من العلماء: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟ قال: لانكم عمرتم دنياكم وأخربتم آخرتكم، فانتم النقلة من العمران الى الخراب قال: فأخبرني كيف القدوم على الله ؟ قال: أما المحسن فكالغائب يأتي أهله مسرورا، وأما المسئ فكالعبد الابق يأتي مولاه محزونا


نام کتاب : شجرة طوبى نویسنده : الحائري المازندراني، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست