نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 378
منع [1] من فعل الواجب من لعنه و إهانته و الاستخفاف به.
المسألة الثامنة و العشرون: معنى حياة الشهداء و الأنبياء و الأوصياء
إذا كنا نعلم أن علم المكلف بوصوله الى ثواب طاعاته عقيب فعلها يقتضي الجاؤه إليها، و أن يفعلها لأجل الثواب لا لوجه وجوبها، و أن ذلك وجهان يقتضيان قبح تكليفها، و لذلك قلنا بوجوب تأخير الثواب.
فما الوجه من كون الشهيد حيا عنده تعالى و الوجيه الحال الى [2] و ما وردت به من وصول الأنبياء و الأوصياء و مخلصي المؤمنين إلى الثواب عقيب الموت، و أنهم أجمع أحياء عند اللّٰه يرزقون.
الجواب:
اعلم أن الذي يمضي في الكتب من أن المكلف لو قطع على وصوله الى ثواب طاعته و عقاب معصيته عقيب الطاعة فالمعصية [3]، يقتضي الإلجاء على نظر في ذلك، غير مناف لما نقوله من أن الشهيد يدخل الجنة عقيب موته بالشهادة.
و كذلك الأنبياء و الأوصياء، لأن الشهادة أولا ليست من فعل الشهيد، و انما بطلان حياته بالقتل في سبيل اللّٰه تعالى يسمى «شهادة»، و القتل الذي به تكون الشهادة من فعل غير الشهيد، فكيف يجوز الإلجاء اليه؟ و لا هو يجوز أن يقال انهم ملجئون الى الجهاد، لان الجهاد لا يعلم وقوع الشهادة لا محالة،