نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 328
و لو دعي الى ذلك و رتبه برسيكم [1] يوجب حصول العلم به، على وجه لا يصح دخول الشبهة فيه، كسائر ما دعي اليه من الفرائض، و كحصول العلم بما رتبه كل منهم معشر المتكلمين، و دعي اليه من العبادات عن الأدلة، و في عدم ذلك دليل على سقوط ما يوجبونه من النظر في طريق المعارف، أو القول بأحد ما قدمناه مما هو ظاهر الفساد عندكم.
الجواب، و باللّه التوفيق:
اعلم أن من علمنا أنه كافر مستحق للعقاب الدائم، فإنه لا يجوز مع المذهب الصحيح الذي نذهب إليه في فقد الحابط بين الثواب و العقاب، أن يكون معه ايمان أو طاعة يستحق بها الثواب، لأن الطاعة يستحق بها الثواب الدائم، و لا يجتمع استحقاق الدائمين من ثواب و عقاب.
و من جهل نبوة النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) كافر بلا شبهة، فهو مستحق العقاب الدائم. فلو كان عارفا باللّه تعالى و صفاته و عدله، لكان قد اجتمع له استحقاق الدائمين من الثواب و العقاب مع فساد الحابط. و أجمعت الأمة على بطلان ذلك.
فعلمنا أن الذي يظهره ما في [2] النبوة في المعرفة باللّه تعالى سهو و نفاق، أو هو معتقد لها تقليدا، أو بغير ذلك. و ليس يمكن أن يدعى أنا نعلم ضرورة كون أحدنا من غيره، و انما يصح أن يعلمه معتقدا.
و قد بينا في مواضع من كلامنا أنه لا يجوز أن يستدل على أن مخالفينا في النبوة عارفون باللّه تعالى، من حيث نظروا في أدلتنا و رسوها برسينا، و انه لا
[1] الرسي: الثبوت و الرسوخ، و منه قوله تعالى أَيّٰانَ مُرْسٰاهٰا.